الخابور
كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية تفاصيل جديدة عن مصير الصحفي الأميركي أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا عام 2012، مشيرة إلى أن فريقًا من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) زار مواقع عسكرية قرب جبل قاسيون بدمشق في أيلول/سبتمبر الماضي، بحثًا عن أدلة تقود إلى مكان احتجازه أو رفاته.
وقالت الشبكة إن عملية البحث استندت إلى معلومات من شهود، بينهم اللواء بسام الحسن، المستشار المقرب من الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذي أكد في مقابلة مصوّرة أن الأسد أمر بإعدام تايس عام 2013، قبل أن يفرّ إلى روسيا عقب سقوط نظامه أواخر عام 2024. وأوضحت أن الحسن أبلغ المحققين الأميركيين بأنه سلّم أمر الإعدام إلى أحد قادة "الدفاع الوطني"، إلا أن مصادر عدة شككت في روايته، مشيرة إلى فشله في اختبار كشف الكذب الذي أجراه الـFBI.
وبحسب شهادات جمعتها "سي إن إن" من ضباط استخبارات سابقين، كان تايس محتجزًا في منشأة تابعة للحرس الجمهوري تُعرف باسم "الطاحونة"، حيث صوّر النظام مقطعًا مزيفًا يوحي بأنه مختطف لدى متطرفين. وأوضح اللواء صفوان بهلول، الذي استجوبه عام 2012، أن تايس حاول الهروب باستخدام منشفة وصابون لتسلق الجدران قبل أن يُعتقل مجددًا في حي المزة بدمشق، ثم نُقل إلى مكتب الحسن حيث انقطعت أخباره نهائيًا.
وتشير تحقيقات الشبكة إلى أن الأسد كان يعتبر تايس ورقة تفاوضية مهمة مع واشنطن، لكن فراره ربما دفعه لإصدار أمر بإعدامه. فيما أكدت مصادر أميركية أن التحقيق في قضيته لا يزال مفتوحًا، بهدف تحقيق العدالة ومحاولة استعادة رفاته.
وكان تايس، وهو ضابط سابق في مشاة البحرية الأميركية، قد دخل سوريا في صيف 2012 لتغطية تطورات الصراع ونشر تقاريره في وسائل إعلام كـ"واشنطن بوست" و"ماكلاتشي". وفُقد الاتصال به منتصف آب/أغسطس من العام نفسه أثناء محاولته مغادرة دمشق إلى لبنان.
ورغم مرور أكثر من 13 عامًا على اختفائه، ما زالت عائلته تؤكد أنه حي، إذ قالت والدته ديبرا تايس لـ"سي إن إن": "أوستن على قيد الحياة، ونتطلع إلى رؤيته حرًا". لكن سقوط النظام السابق وظهور شهادات متضاربة جعلا الأمل في معرفة مصيره يتراجع يومًا بعد يوم.
 
                 
                            