الخابور
كشفت وكالة رويترز تحقيقا أظهر أن نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد أجرى بين عامي 2019 و2021 عملية سرية لنقل آلاف الجثث من مقبرة جماعية في القطيفة بريف دمشق إلى موقع سري في صحراء الضمير، على بُعد أكثر من ساعة بالسيارة، في خطوة تهدف إلى التستر على جرائم القتل الجماعي التي ارتكبها النظام.
ووصفت رويترز العملية باسم "نقل الأتربة"، مشيرة إلى أن الجيش السوري نقل خلال تلك الفترة من ست إلى ثماني شاحنات محملة بالرفات البشري والتراب أربع ليال أسبوعيا تقريبًا. وقال شهود إن الهدف كان تطهير المقبرة وإخفاء أدلة على عمليات القتل، مؤكّدين أن الإفشاء عن العملية كان يعني الموت الفوري.
وأظهرت صور التقطتها طائرات مسيرة وجود خنادق ضخمة بطول كيلومترين في صحراء الضمير، تشير إلى احتمال دفن عشرات الآلاف من الأشخاص هناك. وأكد الشهود أن المقبرة الجماعية الأصلية في القطيفة ضمّت جثث جنود وسجناء قضوا تحت التعذيب في سجون ومستشفيات النظام.
وأشار التحقيق إلى أن عملية نقل الجثث بدأت بعد أن شعر الأسد في أواخر 2018 باقترابه من تحقيق "النصر" في الحرب السورية، ساعيًا لاستعادة الاعتراف الدولي بعد سنوات من العزلة والعقوبات.
وقال مسؤولون ومنظمات حقوقية سورية إن أكثر من 160 ألف شخص اختفوا قسريا خلال حكم الأسد، ويعتقد أن كثيرين منهم مدفونون في عشرات المقابر الجماعية، مع صعوبة الوصول إليها أو حماية المواقع.
من جهته، أكد رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين محمد رضا جلخي أن التعامل مع هذا العدد الكبير من المفقودين يتطلب كوادر متخصصة في الطب الشرعي وتحليل الحمض النووي، مشيراً إلى الحاجة الطويلة الأمد لبناء هذه الخبرات. وأضاف محمد العبد الله، المدير التنفيذي للمركز السوري للعدالة والمساءلة، أن تجميع الجثث وإعادتها لعائلاتها سيكون أمرا معقدا للغاية، لكنه وصف إنشاء لجنة المفقودين بأنه خطوة إيجابية رغم محدودية الموارد والخبراء.
