الخابور
وجّه الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مساء الأربعاء، دعوة مفتوحة للمستثمرين من مختلف الجنسيات للمساهمة في عملية إعادة الإعمار والتنمية في سوريا، وذلك في أول خطاب له بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على البلاد.
وفي كلمة متلفزة استمرت نحو تسع دقائق، قال الشرع إن سوريا تدخل "مرحلة جديدة من العمل الجاد لبناء سوريا الحديثة"، مؤكدًا التزام الحكومة الانتقالية بتوفير بيئة استثمارية جاذبة عبر تطوير التشريعات وتقديم التسهيلات اللازمة أمام رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية.
وأشار الشرع إلى أن سوريا ترحب بجميع المستثمرين، من السوريين في الداخل والخارج، ومن الدول العربية وتركيا وسائر أنحاء العالم، متعهدًا بأن تكون البلاد "أرض السلام والعمل المشترك، ووفية لكل يد امتدّت إليها بخير".
وتناول الرئيس السوري قرار رفع العقوبات بوصفه "تحوّلًا تاريخيًا"، مثنيًا على شجاعة الرئيس الأميركي في اتخاذه، وقال: "أيها السوريون، إنّ قرار رفع العقوبات ليس نهاية الطريق، بل بدايته. الآن يبدأ العمل الحقيقي من أجل التقدّم والازدهار".
كما أوضح أنّ الجهود الدبلوماسية خلال الأشهر الستة الماضية لعبت دورًا أساسيًا في إعادة تقديم صورة سوريا الجديدة للعالم، مشيرًا إلى "دور إيجابي ومحوري" لعدد من القادة الإقليميين، من بينهم محمد بن سلمان، تميم بن حمد، رجب طيب أردوغان، ومحمد بن زايد.
وأضاف أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبدى استعداده لدفع الاتحاد الأوروبي نحو تخفيف العقوبات الأوروبية، بالتعاون مع دول مثل ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.
وأكد الشرع أن التفاف السوريين حول مشروع الدولة الجديدة وتفاعل الجاليات السورية في الخارج كان لهما أثر كبير في التأثير على الرأي العام العالمي، مما مهّد لرفع العقوبات.
وجاء خطاب الشرع بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مشاركته في منتدى "الاستثمار السعودي الأميركي" في الرياض، عن قراره برفع العقوبات المفروضة على سوريا في عهد النظام السابق، مؤكدًا أن "الوقت قد حان لمنح سوريا فرصة جديدة".
هذا وشهد صباح يوم أمس لقاء جمع الشرع وترامب في الرياض، بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومشاركة افتراضية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أنقرة.