أخبار وتقارير

داعش في الحسكة.. الظهور عند طلب قسد

داعش في الحسكة.. الظهور عند طلب قسد

 

الخابور - أحمد عواد

هُزم تنظيم داعش في الموصل، وسُحق في الرقة، وتبخر في سيناء، وأُعيد تدويره بأسماء مختلفة في أفغانستان. لكن، لسببٍ ما، يبدو أن الزمن قد توقّف في الحسكة، حيث لا يزال “داعش” حياً يُرزق، يختطف، يتمرد، ويظهر على حين غفلة، وكأن لا شيء تغيّر.

لكن الحقيقة التي لا يجرؤ كثيرون على قولها، هي أن داعش في الحسكة لم يعد تنظيماً حقيقياً بقدر ما أصبح ملفاً وظيفياً يُخرَج من الأدراج كلما اقتضت الحاجة. هو الذريعة الجاهزة لكل شيء: للتمويل الدولي، للتبرير أمام الرأي العام، وللتمدد العسكري والسيطرة الأمنية بحجة “محاربة الإرهاب”

والعرب دائماً متهمون… حتى يثبتوا ولاءهم!

ففي مناطق سيطرة ميليشيا “قسد”، كل عربي هو متهم تلقائياً بالانتماء لداعش حتى يثبت العكس.

لكن “العكس” هنا لا يعني البراءة القانونية، بل يعني التحوّل إلى تابعٍ ذليلٍ يؤمن بفكر “القائد”، ويعتنق مشروع قسد بكل تفاصيله: من تحرير المرأة بطريقة تجنيدها قسرياً، إلى عسكرة الأطفال، إلى فرض أيديولوجيا حزب العمال الكردستاني الماركسي على مجتمع محافظ لم يختر هذه الحرب ولم يصوّت لها.

داعش… يظهر دائماً في التوقيت السياسي المناسب

بمجرد أن تظهر بوادر أي تقارب بين دمشق وواشنطن، أو تُعلَن مواقف دولية تنتقد “قسد”، أو تنخفض حدة الدعم الغربي لها، تظهر فجأة خلايا “داعش” في القرى العربية.

مداهمات ليلية، ترويع للسكان، اعتقال عشوائي للشباب العرب فقط، ثم تُقدَّم “قسد” للمجتمع الدولي على أنها “السد المنيع” أمام تمدد الإرهاب!

الشباب العرب الذين يُعتقَلون بهذه الحملات لا يُعرَف لهم مصير. يدخلون السجون دون تهمة، ويُغيَّبون سنوات… فقط لأنهم لعبوا دور الكومبارس في فيلم مزيف اسمه “مكافحة الإرهاب”.

فيلم من إنتاج قسد، إخراج استخباراتها، وتصوير مُنمق يُسوَّق للإعلام الغربي، لتكريس صورة مفادها أن “الأكراد يحاربون داعش نيابة عن العالم”، فيما الحقيقة أن كثيراً من هذه العمليات مجرد مسرحيات، ضحيتها الوحيدة هم العرب أبناء الجزيرة السورية.

ما يجري في الحسكة ليس سوى نسخة مكررة من لعبة مفضوحة: خلق عدو وهمي، ثم التمدد بذريعة محاربته.

وما دامت المعادلة الدولية قائمة على مصالح لا على مبادئ، فستبقى قسد تستخدم ورقة داعش كجواز مرور، على حساب دماء وكرامة وتاريخ أهل الجزيرة الأصليين.