الخابور
كتب الناشط عمر الجبين منشوراً على فيسبوك، روى فيه شهادته عن الأوضاع المتردية في مناطق سيطرة ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، التي تقود ما يُعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية – قسد"، وذلك عقب زيارة قصيرة أجراها للمنطقة.
وقال الجبين، في منشور على فيسبوك حظي بتفاعل كبير وانتشار واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وأرفقه بصورة من الحسكة تُظهر لوحة كبيرة عليها صورة زعيم حزب العمال الكردستاني "ب ك ك" عبد الله أوجلان، إنه عاد "بالأمس من بعض مناطق سيطرة قسد (الحسكة – القامشلي – الرقة)، ولا زلت مذهولاً من حجم الإهمال الذي تعاني منه هذه المناطق، رغم الدعاية الكاذبة التي تروّج لها قسد بأنها أعادت تأهيل مناطقها بشكل ملائم".
وأضاف: "لا كهرباء، ولا ماء، ولا بنى تحتية حقيقية. الشوارع والطرق الرئيسية والفرعية متهالكة بشكل كبير، ومن الصعب السير عليها. الهواء خانق بسبب مولدات الكهرباء التي حوّلت البيئة إلى سمّ قاتل، والأبنية تحوّلت إلى كتل سوداء بسبب الدخان... رغم أن هذه المناطق هي منبع النفط المستخدم في توليد الكهرباء!".
وتابع: "هناك رعب حقيقي من قوات قسد، التي باتت تفرض أتاوات على السكان وتشبح عليهم وتطلب منهم مبالغ خيالية. طُلب من صاحب مطعم مشهور مبلغ 100 ألف دولار، ولما امتنع عن الدفع، تمت مصادرة مطعمه وعرضه في مزاد علني. معظم سكان الجزيرة، من عرب وأكراد ومسيحيين، يعانون من سلطة قسد".
وكشف أن "المدارس مغلقة، ولا وجود لمناهج رسمية أو تعليم نظامي سوى باللغة الكردية، وفق مناهج تفرضها قسد بأيديولوجيتها المعروفة. بعض الأهالي لجأوا إلى المدارس العربية الخاصة كي لا يُحرم أبناؤهم من التعليم، لكن سلطات قسد أجبرت أصحاب هذه المدارس على توقيع تعهدات بإغلاقها، بحجة أننا نعيش تحت سلطة نظام اشتراكي".
وأشار إلى أنه "في المقابل، يُسمح للمدارس المسيحية الخاصة بالاستمرار في التدريس دون مضايقات. ولا تزال قسد تلاحق الشباب لتجنيدهم إجبارياً، ما يثير مخاوف جدّية بين الأهالي".
وأكد أنه لم يرَ "علماً سورياً واحداً (علم الثورة) مرفوعاً في أي من مناطق سيطرة قسد، حيث يُمنع حمله تماماً، على عكس ما يروّج له البعض. وقد شُنت حملات اعتقال طالت أشخاصاً رفعوا العلم، أو وُجدت في هواتفهم صور له، وهو ما يكفي لاعتقال صاحب الهاتف".
وتابع قائلاً: "صور عبد الله أوجلان وكلماته تملأ الشوارع والمباني العامة والخاصة، كما كانت صور حافظ الأسد سابقاً. لا أحد يجرؤ على المساس بها، رغم ادعاء قسد بأنها لا تتبع أي تنظيم آخر وأنها قوات سورية بامتياز".
وشدّد على أنه "لا يوجد أي أثر حقيقي على الأرض للاتفاق الذي جرى بين الرئيس أحمد الشرع ومظلوم عبدي، ما يستدعي من الدولة والحكومة توضيح ماهية هذا الاتفاق".
وأضاف: "قوات قسد استولت على محتويات غالبية الجامعات والمدارس والمباني الحكومية، وحولتها لمقار تابعة لها. ولا تزال تبيع النفط وتنقله إلى جهات مجهولة، والمضحك أن الوقود غير متوفر إلا بصعوبة في مناطق إنتاجه!".
كما أشار إلى أن "قسد قامت بتفكيك أبراج الشبكة الخلوية ونقلها إلى أماكن مجهولة، ما جعل التغطية معدومة تقريباً، خصوصاً في مدينة الرقة، التي تعاني من انقطاع كامل في التغطية منذ 27 يوماً، رغم وجود شبكة إنترنت فضائي تابعة لإقليم كردستان العراق".
وختم الجبين بالقول: "الوضع مزرٍ بشكل كامل ولا يُحتمل عقلياً. كل ما يُقال، وكل الدعاية التي يروّج لها البعض، ما هي إلا كاتم صوت يُقتل به أبناء الجزيرة والفرات على يد قسد وقواتها".