الخابور
أطلقت الجمهورية العربية السورية هوية بصرية جديدة تتضمن شعارًا وطنيًا يحمل اسم "العقاب الذهبي"، في خطوة رمزية تهدف إلى فتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد، وتكريس مرحلة ما بعد التحرير، وفق ما جاء في بيان الإعلان عن الشعار.
ويجمع الشعار بين رموز تاريخية وسياسية تحمل دلالات القوة والانبعاث، مستندًا إلى إرث يعود إلى تصميم شعار 1945، لكنه يأتي بصياغة حديثة تعبّر عن توجهات سوريا الجديدة، القائمة على عقد اجتماعي جديد، ووحدة الأرض، وتمكين الشعب، بحسب الجهات الرسمية.
بين الشكل والرسالة: رمز يتجاوز الجمال
تؤكد الجهات المعنية أن الشعار الجديد "ليس مجرد تصميم جمالي، بل يحمل رسالة وطنية وتاريخية تعبّر عن تحول عميق في علاقة الدولة بالشعب، وعن رؤية لسوريا متجددة تُبنى بسواعد أبنائها".
وتكمن رمزية العقاب الذهبي في كونه طائرًا ارتبط تاريخيًا بالقوة والرفعة، وسبق استخدامه في محطات حاسمة من تاريخ سوريا. كما ورد اسمه في الأحاديث النبوية، مما يمنحه بعدًا دينيًا وحضاريًا، في الوقت الذي يختلف فيه تصميمه عن شعارات جمهوريات أخرى في المنطقة مثل مصر والعراق.
خمس رسائل جوهرية
يحمل الشعار الجديد خمس رسائل رئيسية:
الاستمرارية التاريخية: العقاب الجديد امتداد لتصميم 1945، تأكيد على أصالة الهوية الوطنية.
تمثيل الدولة الجديدة: العقاب يرمز لسوريا الحديثة المنبثقة من إرادة شعبها.
تحرر الشعب وتمكينه: النجوم المحلّقة في الشعار ترمز إلى تحرر الشعب وعلو مكانته.
وحدة الأراضي السورية: ذيل العقاب بخمس ريشات يرمز إلى التعدد الجغرافي المتكامل دون تفاضل.
عقد وطني جديد: يجسّد العلاقة الجديدة بين الدولة والمجتمع، حيث الدولة في خدمة الشعب لا فوقه.
من الدولة المتحكّمة إلى الدولة الحارسة
يعكس الشعار تحوّلًا في فلسفة الدولة من كونها جهة مهيمنة ومتحكّمة إلى حارس يُيسّر حياة المواطنين، ويوفر مقوّمات النهوض من تعليم وصحة وبنية تحتية.
ويُظهر التصميم العقاب في وضعية متوازنة: أجنحته منفتحة بشكل لا يوحي بالعدوانية ولا بالانغلاق، ومخالبه الثلاثة ترمز إلى القوات البرية والبحرية والجوية، في دلالة على الجاهزية الدفاعية المتكاملة.
أما عدد الريش في جناحي العقاب (14 ريشة)، فيحاكي عدد المحافظات السورية، كتعبير مباشر عن وحدة الأرض، بينما ترمز الخطوط الرأسية في الدرع إلى التكامل المؤسساتي بين مختلف مكونات الدولة.
رؤية بصرية لمرحلة جديدة
تقول الجهات المصممة إن "العقاب الذهبي" ليس مجرد شعار يوضع على الوثائق الرسمية، بل هو رؤية بصرية لعقد وطني جديد، يُعلن عن ولادة سوريا الحديثة التي تسعى إلى العدالة والسيادة والنهضة المتوازنة.
ويختتم الشعار رحلته البصرية، وفق ما ورد في الإعلان، "ليس كأيقونة جامدة، بل كنبضٍ حيّ يعبّر عن شعب ودولة يتحدان في وجهة واحدة نحو مستقبل يستحق التضحيات".
