الخابور
دعت مجموعة من الشخصيات السورية المسيحية، في بيان مشترك تعقيبا على تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق، إلى درء الفتنة وتعزيز الوحدة الوطنية، مؤكدة أن المسيحيين السوريين جزء أصيل من الشعب السوري، وأنهم لعبوا دورا وطنيًا بارزًا منذ انطلاق الثورة وحتى اليوم.
وأكد البيان أن الحادث "الإرهابي" الأخير وما تبعه من تداعيات مؤسفة يستدعي التحرك السريع والموحد، مشيرا إلى أن هذه الشخصيات تنادت للتشاور من أجل ترسيخ السلم الأهلي بين أبناء الشعب الواحد.
وقدم الموقعون تعازيهم إلى الشعب السوري، وخصوصًا ذوي الضحايا، سائلين الله أن يحفظ سوريا وشعبها من الإرهاب، وأن يعبر بالبلاد إلى بر الأمان بعد سنوات من الكفاح والمعاناة.
وطالب البيان الدولة السورية بتكثيف جهودها في مكافحة الطائفية والتطرف، وتعزيز قيم المواطنة والعدالة والمساواة، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة إطلاق مسار العدالة الانتقالية دون تأخير.
وشدد الموقعون على أن المسيحيين السوريين كانوا دوما فاعلين في الحياة الوطنية، وأنهم أسهموا بوضوح في مسار الثورة السورية، من خلال دعمها الدولي، وكشف دعايات النظام وداعميه، والمساهمة في إطلاق مسارات محاسبة مرتكبي الجرائم بحق السوريين في أوروبا.
وجدد البيان استعداد الموقعين لدعم مشروع بناء دولة سورية عصرية، عبر تقديم المشورة والانفتاح على القوى السياسية والاجتماعية التي قاومت النظام المخلوع قبل وخلال الثورة، مشددًا على أهمية التشاور مع هذه الفعاليات لتحقيق الانتقال السياسي المنشود.
ودعا الموقعون مختلف القوى السياسية والدينية إلى تبني خطاب وحدوي مسؤول، يلتزم الحكمة والدقة في التصريحات، ويمنع أي محاولة لاختراق المجتمع السوري أو العبث بأمنه واستقراره.
وتابع الموقعون "كما نهيب بمختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية توخي الحكمة والدقة في أية تصريحات أو ردود أفعال وتبني رسالة تجمع ولا تفرق وتضع البلسم لا الملح على الجراح وتسد أي ثغرة يمكن أن يستغلها أو ينفذ منها من يريد العبث بأمن شعبنا ومستقبله ووحدته الوطنية والترابية".
وختم البيان بالتأكيد على أن الدماء التي سُفكت في الهجوم الأخير ليست سوى استمرار لتضحيات السوريين في طريق التحرر، داعين إلى تحويل هذه التضحيات إلى رابط وطني مقدس يجمع الشعب السوري، ويقوده إلى بناء دولته الجديدة والمساهمة في حضارة إنسانية مشرقة.