سياسي

تقرير: ثلاثة سيناريوهات تواجه أميركا في سوريا

تقرير: ثلاثة سيناريوهات تواجه أميركا في سوريا

 

الخابور

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة تدرس ثلاثة مسارات رئيسية للتعامل مع الملف السوري، وهي الانسحاب الكامل من الأراضي السورية، أو الدفع نحو الاستقرار عبر تطبيع محدود مع دمشق،

 أو الاستمرار في سياسة الضغط التدريجي للحفاظ على النفوذ الأميركي.

التقرير أتى في ظل حراك دبلوماسي لافت، تمثل أبرز مظاهره في استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره السوري أحمد الشرع في باريس. خلال اللقاء، دعا ماكرون إلى تخفيف العقوبات المفروضة على النظام السوري، في حين ألقى الشرع – المصنف على لائحة الإرهاب الأميركية – خطاباً وُصف بالمعتدل، رغم تجنبه تقديم خطة واضحة للتعامل مع المقاتلين الأجانب، مكتفياً بالإشارة إلى أنهم “تحت القانون السوري”، لافتاً إلى أن كثيراً منهم أصبحوا جزءاً من المجتمع السوري من خلال الزواج والمحليات، مما قد يمهد لحصولهم على الجنسية.

غير أن مصادر عدة تؤكد أن بعض هؤلاء المقاتلين يشغلون مناصب قيادية في ما يعرف بـ”الجيش السوري الجديد”، وهو ما يعرقل الجهود الدولية لتخفيف العقوبات أو دعم مشاريع إعادة اللاجئين.

في الولايات المتحدة، يميل الرئيس دونالد ترمب إلى تقليص الوجود العسكري، وقد بدأ بخفض عدد القوات فعلياً. في المقابل، تسعى تركيا، مدعومة من قطر، إلى الدفع بشرع كخيار انتقالي يتيح خروجاً أميركياً لا يترك فراغاً أمنياً.

لكن هذه الرؤية لا تحظى بإجماع دولي. فإسرائيل تعارض أي اعتراف بشرعية النظام الجديد، وتعتبر أن حكومته تضم شخصيات متشددة تشكل خطراً على حدودها وعلى الأقليات داخل سوريا. وتقترح تل أبيب إقامة حكم ذاتي للدروز في الجنوب، بينما يطالب الأكراد بسلطة موسعة في الشمال الشرقي.

في المقابل، دعا الشرع الفصائل الكردية والدرزية إلى تسليم سلاحها وحل تنظيماتها، دون تقديم أي ضمانات لحمايتها. ووفقاً للباحث ديفيد أدسنيك، فإن قوات الشرع ارتكبت سابقاً انتهاكات بحق الأقليات، ما يعزز الشكوك حول نواياه.

وترى الصحيفة أن خيار “اللامركزية” قد يفتح الباب أمام فراغات تملؤها قوى مثل إيران أو تنظيم داعش، مما يعيد سيناريو الفوضى والعنف.

في خضم هذه التعقيدات، طرحت السعودية مبادرة تدعو إلى منح النظام السوري “فترة اختبار”، يتم خلالها تقييم قدرته على حماية الأقليات وتفكيك البنى المتطرفة، مقابل رفع تدريجي للعقوبات إذا ثبت التزامه.

وفي مفاجأة التقرير، كشف الشرع عن وجود قنوات اتصال مفتوحة مع إسرائيل، وهو ما أكدته تل أبيب وأنقرة أيضاً. وتعتبر الصحيفة أن واشنطن قد تلعب دور الضامن الإقليمي لمنع تصعيد محتمل في ظل التراجع التدريجي للنفوذ الإيراني في سوريا.