الخابور
كشفت مصادر أميركية عن تباين في وجهات النظر داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن التعامل مع الحكومة السورية الجديدة ومدى الانفتاح عليها، وسط انقسام بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية حول النهج الواجب اتباعه.
وذكرت وكالة رويترز، نقلًا عن دبلوماسيين ومصادر مطلعة على عملية صنع القرار، أن بعض مسؤولي البيت الأبيض يدفعون نحو موقف أكثر تشددًا تجاه القيادة السورية الجديدة، وتقليص التفاعل معها بسبب علاقاتها السابقة بتنظيم القاعدة، بينما تسعى وزارة الخارجية إلى نهج أكثر اعتدالًا يركز على الاستقرار بعد 14 عامًا من الحرب.
وتسببت هذه الخلافات في مداولات ساخنة بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية، لا سيما حول بيان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي أدان العنف في الساحل السوري، حيث دعا روبيو إلى محاسبة الجناة، بينما ضغط البيت الأبيض لإصدار موقف أشد صرامة تجاه الحكومة السورية، قبل أن تتدخل وزارة الخارجية لتحقيق توازن في البيان.
وفقًا للتقارير، تمارس إسرائيل ضغوطًا على واشنطن لإبقاء سوريا ضعيفة وغير مركزية، ورغم عدم تبنّي الإدارة الأميركية لهذه السياسة بالكامل، إلا أن بعض مطالب تل أبيب تلقى دعمًا متزايدًا بين المسؤولين الأميركيين.
وفي سياق متصل، سلّمت واشنطن قائمة شروط إلى سوريا مقابل تخفيف جزئي للعقوبات، بحسب مصادر مطلعة. وتضمنت الشروط تدمير مخازن الأسلحة الكيماوية المتبقية، والتعاون في مكافحة الإرهاب، ومنع المقاتلين الأجانب من تولي مناصب قيادية. كما طلبت الولايات المتحدة من سوريا تعيين ضابط ارتباط للمساعدة في البحث عن الصحفي الأميركي أوستن تايس، المفقود منذ أكثر من عقد.
وفي حال امتثال الحكومة السورية لهذه المطالب، ستقوم واشنطن بتخفيف بعض العقوبات، من خلال تمديد إعفاء قائم لمدة عامين للمعاملات مع المؤسسات الحكومية السورية، وربما إصدار إعفاءات إضافية، إلى جانب بيان أميركي يدعم وحدة الأراضي السورية.