الخابور
عقد الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، اجتماعًا مطولًا مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي براين ماست، الذي يُعد من أبرز الشخصيات المعارضة لأي تخفيف أو رفع للعقوبات المفروضة على سوريا، ويُنظر إليه في الأوساط السياسية بواشنطن كـ"العقبة الأخيرة" أمام أي مقاربة أميركية أكثر انفتاحًا تجاه دمشق.
اللقاء، الذي تمّ بترتيب من الاقتصادي السوري طارق نعمو وزوجته جاسمن نعمو، وُصف بأنه من أكثر الاجتماعات حساسية وتأثيرًا في مسار العلاقات السورية – الأميركية خلال المرحلة المقبلة، حيث بحث الطرفان قضايا السلام ومكافحة التطرف ومستقبل العقوبات، في أجواء إيجابية استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل.
ينتمي ماست إلى التيار الجمهوري المحافظ، ويُعرف بمواقفه المتشددة في السياسة الخارجية، خصوصًا تجاه الشرق الأوسط. خدم في الجيش الأميركي وأُصيب أثناء خدمته في أفغانستان، ثم تطوع لاحقًا في الجيش الإسرائيلي دعمًا لإسرائيل، ما يعكس خلفيته الأيديولوجية المؤيدة بشدة لتل أبيب والمعادية لأي نفوذ إيراني في المنطقة.
ويؤمن ماست بأن سوريا ما زالت ساحة نفوذ إيراني وروسي خطر، ويرى أن رفع العقوبات قبل إنهاء هذا النفوذ سيكون خطأ استراتيجيًا. كما يصرّ على ضرورة الإبقاء على قانون قيصر وتشديده عبر مشروع قانون جديد هو “مساءلة العقوبات السورية لعام 2025”، الذي يشرف على مراجعته داخل الكونغرس.
كما يدعم ماست إنشاء كيان كردي مستقل شمال سوريا تقديرًا لدور الأكراد في محاربة تنظيم داعش، وهو ما يتعارض مع الموقف السوري الرسمي الرافض لأي مساس بوحدة الأراضي السورية.
وبينما يسعى الشرع لإعادة بناء العلاقات مع واشنطن ورفع العقوبات تدريجيًا، يُنظر إلى براين ماست بوصفه الخصم الأكثر تشددًا في هذا الملف، والعقبة الرئيسية أمام أي تغيير في سياسة العقوبات الأميركية تجاه دمشق في المستقبل القريب.