الخابور
اعتبر تقرير نشره موقع "المجلس الأطلسي" أن تركيا باتت القوة الإقليمية الأكثر تأثيرًا في الملف السوري، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرى في أنقرة الشريك الذي يرغب في الاعتماد عليه لرسم ملامح المرحلة المقبلة.
وأوضح التقرير أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى البيت الأبيض ولقاءه نظيره الأميركي شكّلت نقطة تحول في العلاقات الثنائية، رغم استمرار الخلافات حول صفقة مقاتلات F-35 والعقوبات الأميركية وملف شراء النفط الروسي. ورأى أن الزعيمين أظهرا تقاربًا انعكس بشكل مباشر على ملفات الشرق الأوسط، وعلى رأسها سوريا.
وأشار إلى أن أنقرة تتبنى رؤية تتقاطع مع إستراتيجية إدارة ترامب القائمة على "تفويض الأعباء إلى الحلفاء"، وهو ما تجلى في سوريا عبر تخفيف العقوبات وفتح الباب أمام استثمارات إقليمية في إعادة الإعمار. ونتيجة لذلك أُطلقت مشروعات تركية ـ أميركية ـ قطرية في مجالات البنية التحتية والطاقة، بينها خط أنابيب كيليس ـ حلب لنقل الغاز، وخطة لتزويد سوريا بـ900 ميغاوات كهرباء بحلول 2026، وصفقة بقيمة 4 مليارات دولار لإعادة تأهيل مطار دمشق الدولي.
كما لفت التقرير إلى أن حجم التجارة التركية ـ السورية تجاوز مستويات ما قبل الحرب، إذ بلغت الصادرات التركية 2.2 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025، بزيادة 54% عن العام السابق، بينما يهيمن المنتج التركي على الأسواق السورية لكونه الأرخص.
وأضاف أن تركيا تسعى إلى آلية أمنية تقلّص أثر الاعتداءات الإسرائيلية في سوريا، وإلى إدماج "قوات سوريا الديمقراطية" ضمن مؤسسات الدولة بموجب اتفاق 10 آذار، مدفوعة بدعوة زعيم "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان إلى إلقاء السلاح.
وختم التقرير بالتأكيد على أن اللقاءات التركية ـ الأميركية الأخيرة رسخت صورة أنقرة كقوة محورية في المنطقة و"صانعة ملوك" في الملف السوري، بما يتوافق مع مصالح واشنطن الإستراتيجية.
