الخابور
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) استئناف أنشطتها الثقافية في سوريا، بعد انقطاع دام أكثر من 14 عامًا، وذلك من خلال إطلاق مشروع إسعافي يهدف إلى دعم المتحف الوطني في العاصمة دمشق، وتأهيله من جديد ليكون مركزًا حيويًا للحفاظ على التراث السوري.
وقالت المنظمة، في بيان رسمي صدر يوم الثلاثاء 10 حزيران/يونيو 2025، إن المشروع يندرج ضمن خطة عمل وضعتها لدعم المرحلة الانتقالية في سوريا، ويشمل تدابير عاجلة لتعزيز البنية التحتية للمتحف، وتحسين شروط التخزين والأمن، وبدء عملية ترميم رقمية للأرشيف الوثائقي الذي لا يُقدّر بثمن.
وأضافت اليونسكو أن المشروع، الذي يأتي بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف، يتضمن أيضًا أنشطة تدريبية للكوادر المحلية، وورش عمل متخصصة في الجرد وعلم المتاحف وتعليم التراث، إلى جانب تطوير مواد تعليمية موجهة للطلاب بهدف تعزيز الوعي الثقافي والمدني.
ويحظى المشروع بميزانية أولية تبلغ 175 ألف دولار أميركي، وسيُنفّذ على مدى عدة أشهر، على أن يشكل خطوة أولى ضمن توجه أوسع لدعم التعافي الثقافي في سوريا.
وأكدت اليونسكو في بيانها أن المتحف الوطني في دمشق، الذي تأسس عام 1919 وأُغلق في ذروة النزاع عام 2012 قبل أن يُعاد افتتاحه بشكل جزئي في 2018 ثم بالكامل في مطلع 2025، يُعدّ من أقدم المؤسسات الثقافية في الشرق الأوسط، ويضم مجموعات أثرية تعكس ثراء وتنوع الهوية السورية.
وقال إرنستو أوتوني، مساعد المديرة العامة لليونسكو للثقافة: "ستواصل اليونسكو جهودها لحشد الدعم لهذا المتحف الاستثنائي، وللتراث الثقافي المتنوع لسوريا، الراسخ في قلوب البشرية".
وكان وفد رفيع من المنظمة، برئاسة مارغو بيرجون-دارس، مديرة مكتب المدير العام لليونسكو، قد زار دمشق أواخر شهر أيار/مايو، والتقى مسؤولين في وزارات عدة لمناقشة سبل التعاون، في ضوء قرار صاغته ألمانيا واعتمده المجلس التنفيذي للمنظمة في نيسان/أبريل الماضي بالإجماع، يهدف إلى دعم سوريا في مجالات الثقافة والتعليم والإعلام.
وأكدت المنظمة الأممية أنها ستواصل العمل بشكل وثيق مع الشركاء السوريين والدوليين لضمان نجاح هذه المبادرة، ودعم جهود التعافي المستدام وبناء المرونة الاقتصادية من خلال حماية التراث الثقافي السوري.