الخابور
قال وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، إن الحكومة تقترب من إعلان خريطة طريق للعدالة الانتقالية، مشيراً إلى أن هذا المسار انطلق فعلياً من خلال تشكيل هيئة مستقلة بصلاحيات واضحة، وستعرض اللجنة الوطنية للعدالة الانتقالية مقترحاتها قريباً.
وفي مقابلة مع "تلفزيون سوريا"، أشار المصطفى إلى أن ردود الفعل على مؤتمر عضو لجنة السلم الأهلي، حسن صوفان، "مفهومة"، مؤكداً أن القلق والغضب "مشروعان"، نظراً لحساسية القضايا المرتبطة بالذاكرة والعدالة.
وشدد الوزير على أن الدولة السورية الجديدة تدرك عمق الجراح التي خلفتها السنوات الماضية، وأن ملف العدالة لن يُغلق سريعاً، بل سيبقى حاضراً لسنوات، مؤكداً: "لا نطلب من أحد نسيان هذه الآلام".
وأوضح أن المؤتمر الصحفي الأخير كان تعبيراً من لجنة السلم الأهلي عن وجهة نظرها، لا سيما بعد إطلاق سراح مجموعة من ضباط النظام المخلوع، مشيراً إلى أن هؤلاء سلّموا أنفسهم بعد سقوط النظام، وأن إطلاق سراحهم جاء بناءً على مطالب من الأهالي وبعد اكتمال التحقيقات.
ودعا المصطفى إلى التمييز بين مساري العدالة الانتقالية والسلم الأهلي، موضحاً أن التحديات تختلف بين المناطق، خصوصاً في الساحل السوري.
فادي صقر: اسم إشكالي وردود الفعل قد تغيّر المقاربة
وعن الجدل بشأن فادي صقر، قال المصطفى إنه اسم إشكالي "حتى بالنسبة للدولة"، مؤكداً أن ما جرى "لا يُعد صائباً بالكامل"، وأن اللجنة قد تراجع مقاربتها بناءً على ردود الفعل. وأضاف أن الاتصالات مع بعض الضباط جرت خلال المرحلة الأخيرة لتسهيل سقوط النظام دون صدامات، مؤكداً أن "الاستئمان لا يعني العفو ولا يغني عن العدالة".
كما أوضح أن تصريح المتحدث باسم وزارة الداخلية عن وجود 450 ألف متورط بجرائم لا يجب إخراجه من سياقه، إذ كان يشير إلى أوضاع وحدات عسكرية لا إلى مسار قضائي محدد.
العدالة متعددة المسارات
لفت المصطفى إلى أن العدالة الانتقالية تشمل المساءلة القضائية والعدالة التصالحية، مستشهداً بتجربة جنوب إفريقيا. وقال: "نغفر ولا ننسى. الجراح تلهمنا ولا تُنسى، والهيئة الوطنية ستعلن قريباً نظامها الداخلي وخططها".
السلم الأهلي مسؤولية جماعية
أكّد الوزير أن السلم الأهلي ليس من مسؤولية جهة واحدة، بل تتشارك فيه وزارات عدة، في مواجهة التحديات التي خلفها النظام السابق. وأضاف: "رفع غطاء الاستبداد كشف مشكلات حقيقية يجب الاعتراف بها ومعالجتها بخطاب جامع".
وشدّد على أهمية الجمع بين مساري العدالة والاستقرار، قائلاً: "الشعب السوري تواق للحرية، لكنه أيضاً يتطلع لحماية مكاسبه واحترام ذاكرته الجريحة".
استراتيجية إعلامية جديدة
قال المصطفى إن وزارة الإعلام بدأت تطبيق استراتيجية جديدة لمواجهة الشائعات وتعزيز العلاقة مع الجمهور، عبر مدونة أخلاقية وقوانين إعلام حديثة تميّز بين حرية التعبير والفوضى. وأضاف أن الوزارة تعمل على إعادة تفعيل الإعلام الوطني على أسس مهنية، مؤكداً أن دمشق "تستحق أن تكون مقراً لجميع وسائل الإعلام، كما في الدول الراسخة".