الخابور
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن عقد ثلاثة اجتماعات سرية في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، جمعت ممثلين عن الحكومة السورية ونظراء إسرائيليين، بوساطة من مسؤولين إماراتيين، لمناقشة قضايا أمنية واقتصادية وصفتها الصحيفة بـ"الحساسة".
ووفقاً للتقرير، عُقدت الاجتماعات داخل منزل أحد كبار المسؤولين الإماراتيين، وشارك فيها من الجانب السوري ستة أشخاص حصلوا على إذن رسمي، من بينهم مساعدون مقربون من الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، بينما مثّل الجانب الإسرائيلي أكاديميون سبق أن خدموا في أجهزة أمنية.
وتركزت النقاشات على الغارات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، وتوغلات الجيش الإسرائيلي البرية، إضافة إلى قضايا اقتصادية محتملة للتعاون بين الطرفين. وأشارت الصحيفة إلى أن الجانب السوري طلب وقف الغارات الجوية، ومنح القيادة الجديدة في دمشق فرصة لترتيب الوضع الداخلي.
ورغم نفي وزارة الخارجية الإماراتية للوساطة، أكد الرئيس السوري في تصريح صحفي وجود محادثات غير مباشرة "بوساطة دولة ثالثة"، دون أن يسميها، قبل أن يُكشف لاحقاً أن المقصود بها الإمارات.
وقالت الصحيفة إن اللقاءات جرت في أجواء هادئة، ووصفتها بأنها "مناقشات أولية وغير ملزمة"، على أن يرفع كل طرف تقاريره إلى القيادة السياسية المعنية. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "الوسطاء الإماراتيين يتمتعون بصبر وخبرة مثبتة في إدارة هذا النوع من المحادثات".
تحول في الخطاب السوري
ووفقاً لمصادر الصحيفة، أعرب الجانب السوري عن استيائه من "احتلال الجيش الإسرائيلي لتسع تلال داخل الأراضي السورية"، وطالب بمنح دمشق فرصة لترسيخ نظام جديد، كما اشتكى من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعانيها البلاد.
ومن اللافت في اللقاءات – بحسب التقرير – أن الرئيس السوري استخدم مصطلح "دولة إسرائيل" بدلاً من "الكيان الصهيوني"، ما اعتبره الإسرائيليون مؤشراً على تحول في الخطاب الرسمي السوري، مقارنة بالنظام السابق.
وبحسب الصحيفة، فإن الجلسة الأخيرة عُقدت عقب زيارة الشرع إلى أبو ظبي في 13 نيسان الماضي، وشهدت نقاشات حول إمكانية الانتقال إلى ملفات اقتصادية.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن لقاءات غير رسمية جمعت خبراء سوريين وإسرائيليين في مؤتمرات دولية أُقيمت في أوروبا خلال الفترة الأخيرة، وأبدى خلالها الممثلون السوريون "مواقف دافئة تجاه الإسرائيليين"، بحسب وصف الصحيفة.