الخابور
أثار ظهور وزير الثقافة السوري محمد ياسين صالح، إلى جانب أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في عهد النظام المخلوع، عاصفة من الغضب والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع الوزير إلى تقديم اعتذار علني.
الصور التي انتشرت يوم أمس الخميس، أظهرت صالح برفقة جمال الشرع (شقيق الرئيس السوري)، في لقاء مع الشيخ فرحان المرسومي، وهو شخصية مرتبطة بملفات شائكة، من بينها التعاون مع الميليشيات الإيرانية وتجارة المخدرات، إبان حكم نظام بشار الأسد المخلوع.
المشهد استفز آلاف السوريين، الذين رأوا في اللقاء "تطبيعاً ناعماً" مع وجوه النظام القديم، وتبييضاً لصورة شخصيات متورطة بدماء السوريين، وبأجندات خارجية لطهران وميليشياتها.
في محاولة لتخفيف حدة الغضب، نشر صالح تغريدة قال فيها: "في كل يوم يُطلب مني مئات الصور مع الناس، ولا أستطيع أن أكشف عن صدور الناس وأعرف مشاربهم وانتماءاتهم".
وأضاف: "أريد أن أعتذر للشعب السوري العظيم عن أي صورة -غير مقصودة- مع أي شخص محسوب على النظام البائد".
وفرحان المرسومي، زعيم عشيرة "المراسمة"، لا يُعرف عنه الكثير من الإنجازات الثقافية أو الاجتماعية، لكن اسمه يتردد كثيرًا في ملفات الفساد والارتباط الوثيق بإيران وميليشياتها في سوريا والعراق.
ناشطون سوريون أكدوا أن المرسومي كان يحظى بدعم خاص من قادة الحشد الشعبي العراقي، ويشرف على احتياجات "الزوار الشيعة" في منطقة السيدة زينب، كما يمتلك نفوذاً كبيراً على معابر غير شرعية، أبرزها معبر "القائم" ومعبر "السكك الإيراني".
ويقول ناشطون إن المرسومي عمل بالتنسيق مع "الفرقة الرابعة" بقيادة ماهر الأسد، في تهريب السلاح والمخدرات، بالتعاون مع مهربين تابعين لـ"حزب الله"، بينما تقدم في وقت سابق بطلب لإنشاء شركة خاصة لنقل النفط من مناطق سيطرة "قسد" إلى الساحل السوري.
وفي ملف العقارات، تورط المرسومي –وفق ما أفاد ناشطون– بعمليات شراء منظمة لصالح "حركة جهاد البناء" الإيرانية، ضمن مشروع تغيير ديمغرافي ممنهج في دمشق ودير الزور.
ظهور وزير الثقافة وشقيق الرئيس إلى جانبه لم يكن تفصيلاً صغيراً في أعين السوريين، بل فتح الباب على تساؤلات جدية حول طبيعة المرحلة الجديدة، وحدود الفصل الحقيقي بين "سوريا ما بعد الأسد" ومخلفات النظام المخلوع.