الخابور
بدأت الولايات المتحدة تقليص وجودها العسكري في شمال شرق سوريا، عبر سحب مئات الجنود وإغلاق ثلاث قواعد من أصل ثماني قواعد صغيرة في المنطقة، في خطوة تعكس تغيّرات في المشهد الأمني عقب سقوط نظام بشار الأسد أواخر ديسمبر/كانون الأول، لكنها تنطوي على مخاطر أمنية محتملة، وفقاً لما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين
وقال مسؤولون أمريكيون إن الانسحاب شمل قواعد "القرية الخضراء" (حقل العمر النفطي)، و"الفرات" (حقل كونيكو للغاز)، بالإضافة إلى منشأة ثالثة أصغر حجماً. ويُتوقع أن يتراجع عدد الجنود الأمريكيين في سوريا من نحو 2000 إلى 1400 جندي.
وأشار المسؤولون إلى أنه سيتم تقييم الوضع خلال 60 يوماً، لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى تخفيضات إضافية. ووفقاً لأحد المسؤولين، أوصى القادة العسكريون بالإبقاء على ما لا يقل عن 500 جندي في سوريا، بينما لا يزال الرئيس دونالد ترامب متردداً بشأن بقاء أي قوات أمريكية هناك.
وأوضح المسؤولون أن تخفيض القوات، الذي بدأ يوم الخميس، يستند إلى توصيات القادة الميدانيين بدمج القواعد، وقد حظي بموافقة وزارة الدفاع والقيادة المركزية الأمريكية.
ومنذ تولي الشرع السلطة، تسعى الحكومة الجديدة لتوحيد الجماعات المسلحة في عموم البلاد، ومع ذلك، تستمر الولايات المتحدة بدعم "قسد".
وأظهر تقييم استخباراتي أمريكي قُدّم الشهر الماضي أمام الكونغرس أن التنظيم يخطط لاستغلال الفوضى الأمنية لتحرير السجناء وتنشيط عملياته.
ودعا تشارلز ليستر، الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، الولايات المتحدة إلى دعم الحكومة السورية الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام، المنتسبة سابقاً لتنظيم القاعدة، والتي أصبحت حليفاً محتملاً ضد داعش. وقال: “إذا نجحت سوريا الجديدة، فستوجه ضربات قاتلة لداعش وجميع الجهات الخبيثة الأخرى.”
وتأمل واشنطن في أن تصبح الحكومة الجديدة شريكاً فاعلاً في مكافحة الإرهاب، خصوصاً بعد نجاحها مؤخراً في إحباط ثماني مخططات لتنظيم داعش في دمشق، بفضل معلومات استخباراتية قدّمتها الولايات المتحدة.
وتُجري إدارة ترامب حالياً مراجعة شاملة لسياستها في سوريا، وسط تقارير تفيد بإمكانية تقليص القوات الأمريكية إلى النصف أو انسحابها الكامل، بحسب ما نقلته شبكة NBC News وموقع Al-Monitor.