أخبار وتقارير

لماذا تصاعد الغضب الكردي من "شبيبة العمال الكردستاني"؟

لماذا تصاعد الغضب الكردي من "شبيبة العمال الكردستاني"؟

الخابور - عمر الحسن 

تصاعدت مؤخرًا حالة الاستنكار في مناطق سيطرة ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" من عمليات الخطف والتجنيد التي يقوم بها تنظيم "الشبيبة الثورية" التابع بشكل مباشر لحزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، والتي تستهدف الفتيان والفتيات لتجنيدهم قسرًا.

ورصدت شبكة الخابور عددًا كبيرًا من المناشدات والنداءات الإنسانية المصورة والمكتوبة من قبل الأهالي، وكان لافتًا أن معظم هذه النداءات أطلقها مواطنون سوريون كرد، على غير العادة، حيث كان يضطر الأهالي طوال السنوات الماضية إلى السكوت وعدم الحديث في الانتهاكات من هذا النوع خوفًا من عمليات انتقام تطالهم من قبل ما يسمى "الشبيبة الثورية" وحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" الذي تمثله.

وتعود التطورات إلى عدد من الأسباب التي شجعت الناس في مناطق سيطرة "ب ي د" على رفع الصوت وتوجيه النداءات وتحدي العمال الكردستاني و"ب ي د" في ذات الوقت، ويعود ذلك إلى عدة أسباب، بحسب مصادر محلية ونشطاء تحدثت إليهم شبكة الخابور.

ووفقًا للمصادر، فإن ذلك يعود بشكل أساسي إلى شعور المواطنين الكرد السوريين أن سوريا الجديدة تشملهم ولا تستثنيهم، فالإعلان الدستوري لم يستثنيهم، واعتبرتهم الدولة مكونًا أصيلًا من مكوناتها، مما منحهم هامشًا كبيرًا من الجرأة على حزب العمال وتشكيلاته في سوريا.

وترى المصادر أن خطاب المسؤولين السوريين المطمئن والجامع، وكذلك حرصهم على حل الخلافات بالمفاوضات ووقف التصعيد العسكري كما حصل مؤخرًا في حلب، وفتحهم مناطق سيطرتهم أمام جميع السوريين بما فيهم المنضوون في ما يسمى الإدارة الذاتية وتشكيلاتها السياسية على الرغم من انخراط بعضهم في تنظيم مظاهرات أو احتجاجات وفعاليات ضد قراراتها، منح الكرد شعورًا بحرية العمل السياسي وجرأة أكبر على العمال الكردستاني الذي يحتكر التمثيل السياسي في مناطق سيطرة "ب ي د" ويمنع أي نشاط سياسي مناوئ له أو مؤيد للحكومة ويعتقل من يعبر عن دعمها بأي شكل.

كما أن إعلان عبدالله أوجلان عن حل حزب العمال الكردستاني سحب الشرعية من استمرار عمل تشكيلاته في سوريا، فالإعلان يشمل كل التشكيلات بما فيها "ب ي د" والشبيبة الثورية، وهو يعد أحد الأسباب الدافعة للتعبير عن السخط من "ب ي د" و"الشبيبة الثورية".

وقال ناشط كردي - طلب عدم ذكر اسمه - للخابور، إن حل حزب العمال شجع الأهالي على المطالبة بأولادهم وبناتهم الذين تختطفهم تشكيلات الحزب في سوريا، ومنحهم الشعور بارتفاع سقف الحريات في سوريا وإمكانية المشاركة السياسية، مما شجعهم على مواجهة الحزب.

وأضاف أن ذلك يعود أيضًا إلى الشعور بالخذلان من الأحزاب السياسية الكردية الممثلة في المجلس الوطني الكردي، والتي يبدو أنها تتجه إلى الانسجام مع "ب ي د" دون إنهاء الملفات العالقة، وبينها وقف الاعتقالات للنشطاء الكرد، وقف خطف الأطفال، ومواضيع التعليم، وحتى المشاركة السياسية التي يريد الطرفان احتكارها على أنصارهما فقط.

يذكر أن شبكة الخابور ساهمت خلال السنوات الماضية في توثيق عشرات حالات الخطف والتجنيد التي مارستها منظمة الشبيبة الثورية الكردية للأطفال بغرض تجنيدهم في ميليشيا "ب ي د" بمناطق سيطرته شمال وشمال شرق سوريا.