أخبار وتقارير

هكذا تتجسس إيران على الاتصالات في سوريا

هكذا تتجسس إيران على الاتصالات في سوريا

 

الخابور

كشف تحقيق نشره "تلفزيون سوريا" استخدام شركات الاتصال الخلوية لشرائح مصنَّعة في إيران، ما يفتح المجال أمام طهران للتجسس.

وبين أنه تم استخدام هذه الشرائح في السوق السورية بدءاً من عام 2018، وذلك ضمن حملة لتبديل شرائح الاتصالات SIM Card للتوافق مع شبكات أعلى من 3G، بدلاً من الشرائح التي كان يتم استيرادها سابقاً من الصين، حيث تبيَّن أن الشركة المزوِّدة لهذه الشرائح هي شركة إيرانية تُدعى Sagha Company، والمعروفة باسم "صقا".

وتابع التحقيق أن الشركة زودت إيران سوريا بشرائح اتصال من طراز 128K USIM Java لاستخدامها في شبكات الهاتف المحمول، واعتمدت شركتا سيريتل وMTN هذه الشرائح، التي تتميز بقدرتها على تشغيل تطبيقات مدمجة متعددة مثل المحافظ الرقمية، والتذاكر، وتطبيقات الهوية.

ومع أن هذه الميزات تقدم وظائف متطورة، فإنها تجعل الشرائح أداة فعالة قد تُستغل للتجسس والمراقبة. يشكل استخدام هذه الشرائح تهديداً مباشراً على خصوصية المستخدمين وأمنهم، خاصةً أنها تحتوي على تقنيات تسمح للشركة المصنعة بإجراء تحديثات برمجية عن بُعد.

وبحسب التحقيق تفتح هذه الميزات الباب أمام إمكانيات واسعة للتجسس، تشمل اعتراض المكالمات والرسائل النصية، وتتبع المواقع الجغرافية للأفراد، وحتى التحكم في وظائف معينة للشريحة. من خلال هذه التقنيات، تستطيع إيران بناء شبكة لجمع المعلومات الاستخبارية، ما يجعل هذه الشرائح أداة استراتيجية لتعزيز نفوذها في سوريا، حتى بعد انسحابها العسكري.

ويكمن الخطر الأكبر في تعاون إيران مع شركات الاتصالات المحلية مثل سيريتل وMTN، حيث إن تاريخ هذه الشركات وملكيتها، بالإضافة إلى خلفية عدد كبير من موظفيها، خصوصاً في المناصب الحساسة، قد يجعل عمليات التجسس لصالح إيران أمراً ممكناً. يُضاف إلى ذلك أن العديد من التقنيات المستخدمة في هذه الشركات هي من إنتاج إيراني، كما أن مهندسين وخبراء إيرانيين كانوا على الدوام يجرون زيارات متكررة لتطوير البنية التحتية لشبكات الاتصال في شركتي سيريتل وMTN علاوة على ذلك، فإن بعض البرامج المستخدمة داخل هذه الشركات ذات برمجية إيرانية، وفقاً لما أفاد به أحد المهندسين العاملين في سيريتل.

وقد يمتد تأثير استخدام الشرائح المصنعة في إيران، بدعم من داخل شركات الاتصالات المحلية، إلى ما هو أبعد من المراقبة المباشرة. فمن خلال السيطرة على البنية التحتية لشبكات الاتصال، تستطيع إيران زرع برمجيات خبيثة أو تنفيذ تحديثات خفية، مما يمكنها من اختراق أجهزة المستخدمين. هذا النوع من التدخل يفتح الباب أمام مخاطر خطيرة، مثل سرقة البيانات الشخصية، أو حتى تعطيل خدمات الاتصالات بشكل كامل خلال الأزمات.

بالإضافة إلى ذلك، تعزز الشرائح الإيرانية قدرة إيران على مراقبة حركة الاتصالات داخل سوريا وتحليلها بدقة. يمكن لهذا النوع من السيطرة أن يؤدي إلى إضعاف الأمن السيبراني للبلاد، كما يتيح لإيران إمكانية تحديد تحركات قادة وعناصر الإدارة السورية الجديدة بدقة. هذا الخطر يتضاعف في دمشق، حيث لا تتوفر تغطية لشركة الاتصالات "سيريا فون"، التي كانت قد أُنشئت سابقاً من قبل حكومة الإنقاذ في إدلب. فضلاً عن ذلك، توسعت شركتا سيريتل وMTN في تقديم خدماتهما في المناطق المحررة سابقاً في إدلب، حيث وصلت تغطيتهما إلى مناطق مثل الدانا وسرمدا شمال غربي سوريا.