الخابور
تحدث رئيس الحكومة السورية المؤقتة، محمد البشير، في مقابلة صحفية عن التحديات الكبرى التي تواجه حكومته في ظل المرحلة الانتقالية الصعبة التي تعيشها سوريا، من إعادة الأمن وتقديم الخدمات الأساسية إلى استعادة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وفي مقابلة مع قناة "الجزيرة" قال إن الحكومة السورية المؤقتة شُكلت بناءً على توجيهات القيادة العامة بهدف إدارة البلاد في ظل غياب النظام السابق. وأشار إلى أن الحكومة تستند إلى كوادر من "حكومة الإنقاذ السورية" السابقة التي كانت تعمل في شمال غرب سوريا.
وأكد رئيس الحكومة المؤقتة أن الأولوية القصوى في المرحلة الحالية هي إعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق المحررة. وقد تم بالفعل نشر الشرطة وفتح مراكزها في المدن الكبرى مثل حلب وحماة وحمص ودمشق، مما ساهم في الحد من عمليات السلب والنهب التي حدثت نتيجة الفراغ الأمني المؤقت.
وأشار البشير إلى أن الحكومة ستواصل تعزيز التواجد الأمني بهدف حماية الممتلكات العامة والخاصة، مع ضمان عدم عودة أي شخص ارتكب جرائم ضد الشعب السوري إلى وظائفه السابقة.
وأكد البشير أن تحسين الخدمات الأساسية يُعد من أولويات حكومته، مشيرًا إلى التركيز على الكهرباء والمياه والخبز والوقود والاتصالات. وأعرب عن أمله في تجاوز نظام "البطاقة الذكية" الذي كان يفرض قيودًا كبيرة على الشعب السوري.
وكشف البشير عن خطة طموحة لزيادة رواتب الموظفين بنسبة تصل إلى 300% خلال الأشهر المقبلة، مما يهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية.
فيما يتعلق بالتعليم، أعلن البشير أن الجامعات والمدارس العامة والخاصة ستستأنف الدراسة اعتبارا من الأسبوع المقبل، مشددا على أهمية استمرار العملية التعليمية كركيزة أساسية لبناء مستقبل سوريا.
وتحدث البشير عن السقوط السريع للنظام السابق، كاشفا عن أن بشار الأسد هرب من البلاد دون إبلاغ حكومته أو حتى كبار مسؤولي الأمن. وأكد أن الدولة كانت تُدار بعقلية أمنية بحتة عبر مكاتب أمنية كانت تهيمن على جميع المؤسسات، مما ساهم في تسريع انهيار النظام.
ورغم الدمار الهائل الذي خلّفه النظام السابق، أبدى البشير تفاؤله بشأن إعادة إعمار سوريا. وأوضح أن الحكومة ستضع خططًا اقتصادية وتنموية تهدف إلى استعادة البنية التحتية وخلق فرص عمل للشعب السوري.