الخابور

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن نهاية نظام البعث الدموي في سوريا شكلت نقطة تحول نحو تحقيق السلام والأمن في المنطقة، مؤكداً أن هذا التطور سيسهم في زيادة أعداد العائدين السوريين طوعاً مع مرور الوقت.

وأضاف "أرسل تحياتي ومحبتي العميقة إلى إخوتنا السوريين الذين استعادوا حريتهم بعد 61 عاماً من الظلم والقمع. كما أحيي كل من يعقدون آمالهم على تركيا في منطقتنا والعالم".

سلط الرئيس التركي الضوء على فظائع سجن صيدنايا، واصفاً إياه بأنه أحد مراكز "التعذيب والموت" في ظل نظام البعث، قائلاً: "عندما ننظر إلى أماكن مثل صيدنايا، ندرك اليوم بشكل أفضل الكارثة الإنسانية التي تم تجنبها مع نهاية ذلك النظام الدموي".

وأضاف: "مع انتهاء هذا النظام، فُتحت أبواب الطريق نحو السلام والأمن في سوريا. ومع ترسيخ أجواء السلام، سيزداد عدد العائدين طوعاً بمرور الوقت، وهو ما نعتبره تطوراً إيجابياً".

وتحدث أردوغان عن انتهاكات حقوق الإنسان التي شهدتها المنطقة، قائلاً: "في سوريا، جارتنا، شهدنا أسوأ أنواع الظلم في التاريخ، بينما التزم من يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان الصمت".

واعتبر أردوغان أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قد تم تقويضه من قبل الذين يزعمون الدفاع عنه، مشيراً إلى أن حقوق الإنسان أصبحت تُعرف "بشكل ضيق يعتمد على اللون، الأصل، والدين"، ما يخلق انطباعاً بأنها امتياز لفئات محددة.

وأكد أردوغان أن تركيا لطالما كانت ملاذاً للمظلومين عبر التاريخ، قائلاً: "لم نسأل القادمين إلى أبوابنا إن كانوا أتراكاً، عرباً، أو أكراداً. ولم نسأل من طلب مساعدتنا إن كان مسلماً، مسيحياً، أو يهودياً. فتحنا لهم أبواب بلادنا وقلوبنا دون تمييز".

وأضاف: "سواء في غزة أو في الأزمة السورية، لم نترك إخوتنا وحدهم، وأظهرنا التزامنا بالقيم الإنسانية في أصعب الأوقات".

وتطرق أردوغان إلى استضافة بلاده للسوريين على مدى 13 عاماً، قائلاً: "لقد استضفنا المهاجرين السوريين بأفضل شكل ممكن. نحن الأنصار، وقلنا إننا ملزمون بفعل ما يفعله الأنصار تجاه المهاجرين. ورغم المعارضة الرئيسية التي صرحت علناً 'سنطردكم'، تمسكنا بموقفنا الإنساني."

وهاجم أردوغان المعارضة، خاصة حزب الشعب الجمهوري، متهماً رئيسه السابق بمحاولة "إثارة الفتنة بخطابات الكراهية للحصول على مكاسب انتخابية"، مشدداً على أن "الضمير والإنسانية والرحمة هي التي انتصرت في النهاية."