الخابور- خاص
انتهت اليوم الثلاثاء الانتخابات البلدية "غير الشرعية" التي أجرتها ميليشيا "ب ي د" في أرياف دير الزور الخاضعة لسيطرتها، على مدار يومين، بدون مراعاة لمعايير الشفافية والنزاهة التي تقتضي نشر المعطيات عن الانتخابات.
وحشدت الميليشيا للانتخابات التي تهدف من خلالها إلى شرعنة وجودها، وفرض سلطة الأمر الواقع.
قائمة الأحزاب والتحالفات السياسية
وكانت "قائمة الأحزاب والتحالفات السياسية" المكونة من "ب ي د" وحزب "سوريا المستقبل" و"تجمع نساء زنوبيا"، هي الذراع التي قادت حملات التجييش والدعاية للانتخابات.
ولم تُعلن الميليشيا عن "القائمة"، وذلك بسبب تنظيم الانتخابات بشكل سري وبعيداً عن وسائل الإعلام، بسبب الرفض الدولي والتهديدات التركية.
وحصلت "الخابور" على تسجيل صوتي منسوب لمدير صندوق انتخابي في منطقة الجزرات، وهو يطلب اختيار مرشح يدعى "أبو فراس" وهو من "ب ي د".
وأضاف بحسب التسجيل، "الي ما يعرف يقرأ يأشر على خانة الأحزاب، وما عليه شي، هم يزبطون كل شي".
وحصلت شبكة "الخابور" على صور تظهر قوائم مرشحين الانتخابات البلدية، المتوزعة على قائمتين، الأولى للأحزاب والتحالفات السياسية بقيادة "ب ي د"، والثانية للمستقلين (شكلية).
مشاركة ضعيفة
وأكد مراسل شبكة "الخابور" في دير الزور، أن نسبة المشاركة في الانتخابات "ضعيفة"، مشيراً إلى أن المشاركين هم "من العسكريين في صفوف الميليشيا، وبقية الموظفين في المؤسسات التابعة للميليشيا".
وتابع بأن الأهالي لا يتوقعون أي تأثير للانتخابات على الواقع المعيشي الصعب، وخاصة لجهة سرقة عائدات الثروات النفطية التي تستحوذ عليها الميليشيا، وحرمان الأهالي منها.
ولفت المراسل إلى حالة من الغضب تسود الشارع في دير الزور، جراء سياسات "ب ي د" الاقتصادية، ومنها ارتفاع أسعار المحروقات، وعدم توزيع كميات كافية للتدفئة بأسعار مدعومة، في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيا بيع النفط للنظام، وتهريب كميات منه عبر العراق.
وفسر المراسل إصرار ميليشيا "ب ي د" على إجراء الانتخابات في ظل المقاطعة الشعبية، إلى محاولة امتصاص الغضب الشعبي، عبر الادعاء بأن "الميليشيا سمحت للشارع باختيار المجالس المحلية".
تأجيل لأكثر من مرة
وكانت "ب ي د" قد أجلت لأكثر من مرة إجراء الانتخابات بسبب عدم دعم الولايات المتحدة وأكثر من دولة أوروبية لها، معتبرة أن "الوضع في سوريا لا يساعد على إجراء انتخابات".
وسبق وأن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إن "الولايات المتحدة تعتقد أن الشروط اللازمة غير مستوفاة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وشاملة في سوريا، بما في ذلك المناطق الشمالية والشرقية"، وأضاف: "لهذا السبب لا تدعم واشنطن الدعوات الانتخابية التي تخطط لها الوحدات الكردية".
وتقاطع ذلك، مع الرفض التركي والتهديدات بعملية عسكرية في حال تنظيم "ب ي د" الانتخابات، حيث ترى أنقرة أن "الانتخابات تؤسس لكيان انفصالي، يهدد وحدة وسلامة سوريا".
ونتيجة ما سبق، أجرت "ب ي د" الانتخابات بشكل سري، والهدف هو فرض مرتبطين بها على المجالس المحلية، وتأكيد سيطرتها على قرار المنطقة.