الخابور

فرضت ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" على نازحين من مناطق متفرقة في محافظة الحسكة دفع إتاوات بذريعة جمع تبرعات سنوية للثورة".

وقال أبو مازن وهو نازح من الرقة ويعمل تاجراً لمواد غذائية في مدينة الحسكة، إنّ "مسؤولين عن جمع التبرعات من ب ي د فرضوا عليه دفع مبلغ ألفي دولار أميركي بذريعة دعم الثورة"، وفق موقع تلفزيون سوريا.

وأضاف أنّه "حاول جاهداً تخفيض قيمة المبلغ كون اللجنة المكونة من ثلاثة أشخاص كانت تقول إنها تجمع التبرعات وأخبرتهم بأن التبرع يكون بشكل تطوعي ولا يجوز تحديد المبلغ من قبلكم بهذه الأرقام الكبيرة".

ويخشى أبو مازن كباقي التجار على مصالحه الاقتصادية وأمنه وأمن عائلته في حال رفضه عدم دفع التبرعات لميليشيا "ب ي د" أو حتى ترحيله من المدينة كونه نازحاً من منطقة أخرى.

كما أبدى استغرابه من فرض ميليشيا " ب ي د" إتاوات على نازحين من مناطق حلب والرقة ودير الزور ورأس العين فقدوا منازلهم وأموالهم ويعملون منذ سنوات في الحسكة لتوفير لقمة العيش لأفراد عوائلهم.

وأضاف أنّه "يجب على الإدارة الذاتية التابعة لميليشيا قسد دعم النازحين المتضررين من الحرب والظروف الأمنية في سوريا لا فرض إتاوات عليهم بعد كل ما خسروه في مناطقهم الأساسية".

وكشف حسون السالم، اسم مستعار لنازح من ريف دير الزور ويُقيم في الحسكة منذ عام 2012، أنّه دفع رشوة لأعضاء اللجنة مقابل تخفيض قيمة التبرعات السنوية للنصف لعدم قدرته على دفع كامل المبلغ.

وقال إنّ "لجنة جمع التبرعات طالبته بدفع مبلغ ثلاثة آلاف دولار أميركي كونه يملك ورشة عمل صغيرة في المدينة".

ولفت السالم إلى أنّ "أحد أعضاء اللجنة تحدث معه بشكل منفرد وأخبره أنه يمكن أن يدفع بكل عضو في اللجنة مبلغ 100 دولار مقابل أن يخفضوا المبلغ إلى 1500 دولار أميركي بدلاً من 3000 دولار".

وبعد نقاش طويل اتفق السالم مع اللجنة على تزويده بإيصال بمبلغ 1300 دولار مع دفع مبلغ 200 دولار لعضوي اللجنة مقابل تخفيض قيمة التبرعات السنوية.

ودفع شيار حسين وهو نازح من مدينة رأس العين مبلغ 500 دولار فقط كونه يملك محلاً لبيع قطع السيارات في مدينة الحسكة بعد أن فاوض اللجنة لأكثر من ساعة وأخبرهم أنه لا قدرة له على دفع مبلغ أكبر.

وأوضح حسين أنّ "ميليشيا ب ي د تسبّبت لي بخسارة كبيرة جراء منع حواجزها نقل بضاعتي التي تقدر بأكثر من 100 ألف دولار من محلي في مدينة رأس العين يوم بدء الهجوم على المدينة واليوم أعمل في محل استأجرته بمبلغ 200 دولار شهريا وأدفع 100 دولار ثمناً لإيجار المنزل ومع ذلك يفرض علينا دفع الإتاوات غصباً ويسمونها تبرعات".

وتابع: "التجار وأصحاب المحال يخشون من انتقام ب ي د من كل شخص لا يدفع هذه التبرعات فبكل سهولة يمكن لهم أن يحرقوا محلك أو مشروعك أو حتى يتم شراء بضاعة منك من قبل مؤسساتهم ولاحقاً يتم اتهامك بالتزوير أو الفساد، الناس تخاف من انتقامهم لذلك الجميع يدفع".

وعبّر موظفون في ما تسمى بـ "الإدارة الذاتية" التابعة لميليشيا "ب ي د" بدير الزور في وقتٍ سابق من الشهر الجاري عن استيائهم الشديد، جرّاء خصم الميليشيا مبلغ 50 ألف ليرة سورية من الرواتب والأجور، بدعوى "حماية مكتسبات الثورة ومنجزات الإدارة الذاتية"، وفقاً لمراسل "الخابور".

وحصلت شبكة "الخابور" على صورة إيصال مالي خاصة يوضح كيف أجبرت الميليشيا كل الموظفين لديها على دفع مبلغ قدره 50 ألف ليرة سورية، تحت عنوان "التبرع"، علماً أن الموظفين يعيشون أساساً تحت وطأة فقر وعوز.

ورغم سيطرة الميليشيا على ثروات المنطقة "الهائلة" من النفط والغاز واحتكار تجارة المحاصيل الزراعية، وفرض الرسوم على البضائع والمحال التجارية، تخصم من وقت لآخر نسبة من رواتب الموظفين، مدعية أن الشعب هو من يبادر لحماية الثورة.