الخابور - عيسى الشيخ حسن
أقول: "هلي"
فترتدّ الجبالُ: "هلي"
أنا الغريبُ
وحزني لايملّ :
"هلي"
كانوا هنا
في كلّ نجمٍ يتيم الضوء كان "هلي"
في كلّ وجهٍ طريّ الحزن كان "هلي"
في كلّ طفلٍ شهيدِ الوقت كان "هلي"
"هلي
هلي عز النزيل وعز من قال
ثقال الروز ماهم حجر منقال"
المنقلة؛ سبعة أعشاش يمام في مقابل سبعة، في كلّ عشّ سبع حصيّات، يتقابل كهلان كلّ منهما بعيني ذئب، ووراءهما مشجعون يتدخلون في اللعب، يعدّون الحجارة، يقولون له :" قوم بالبيت هذا، كل رجعتك...."، وفي المنقلة لاغلب إلا بالقعود ( بحجرة واحدة).
مات لاعبو المنقلة في القرية، واحداً تلو الآخر، التلفزيون و (السكامبيل) وكرة القدم خرّبت الناس، وفي هذه الحرب لابدّ أن أحدهم تذكرها، وضع قبضة شهداء في يده ، ونثرها في أعشاش من خشب الصفصاف، لابدّ أن ...
أقول هلي؛
قمر العتابا يرشّ الحوش / والولدُ
غافٍ هناك / ورؤياه التي وجدوا
حزنٌ جليلٌ/ ولكنْ ماله أحدُ
يبكي عليه / ويرثيه إذا رقدوا
مرثيةً يا هلي/ عنوانها الولدُ / وحزنُه العالي
"يهلن دموعي بقيت أندب على حالي / سريت وأصبحت أنا بسعون وجبالِ
شكيت أمرٍ جرى لمدبّر الحالــي / يشيب راســي على فراق الــــرداحيّة"
الآن؛
لا جريدة بائسة أقرأ فيها :" البقية في الصفحة 11"
لا انتظار لتيار الكهرباء بعد العاشرة
لا عودة مظفرة بثلاث ربطات خبز
لا أمّهات يهلهلن في نتائج الإعدادية
لابرغل منشور في صهيل أيلول
الآن؛
"هلي" هنا
أغنية من دون طعم في اليوتيوب
كلمات مبعثرة في نصّ رديء
الآن
هلي؛ يلبسون أسمال العالم
هلي؛ خدم المقاهي والمطاعم في بيروت
هلي؛ بائعو البسطة في أورفة وعينتاب
هلي؛ لم يذهبوا إلى حمص وحماة