الخابور - خاص
صادف يوم أمس الإثنين الذكرى الثامنة للعمليات العسكرية التي انتهت بسيطرة ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية / قسد"، التي تقودها ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، بدعم التحالف الدولي على مدينة الرقة في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2017، بعد معارك عنيفة ضد تنظيم "داعش". وبالتوازي مع الذكرى والاحتفال الذي أجرته "قسد"، أطلق ناشطون سوريون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #ذكرى_تدمير_الرقة، استعادوا فيها مشاهد الدمار الهائل الذي لحق بالمدينة، مطالبين بتحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة جميع الأطراف المتورطة في الانتهاكات.
وقال النشطاء إن الرقة شهدت عبر تاريخها موجتين من الدمار، الأولى على يد المغول عام 1259، والثانية في العصر الحديث عام 2017، حين تحولت المدينة إلى أنقاض جراء الحملة العسكرية التي قادها التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".
وكانت "ب ي د" قد أعلنت في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2016 بدء عملية السيطرة على الرقة، بدعم جوي ومدفعي مباشر من التحالف الدولي، واستمرت المعارك حتى تشرين الأول/أكتوبر 2017، حيث تعرضت المدينة لقصف مكثف خلّف دمارًا واسعًا في الأحياء السكنية والبنى التحتية.
وفقًا لتحقيقات منظمة العفو الدولية ومنظمة "أيروورز" (Airwars)، أدت الحملة إلى مقتل ما لا يقل عن 1600 مدني موثّقين بالأدلة المباشرة، فيما تشير تقديرات محلية إلى أن العدد الإجمالي قد تجاوز 5000 ضحية، مع تدمير أكثر من 80% من المدينة.
وخلفت الحرب واقعًا مأساويًا في المدينة التي باتت شبه خالية من سكانها، مع تدمير آلاف المنازل والمرافق العامة ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين، فيما لا تزال عمليات إعادة الإعمار متعثرة حتى اليوم.
أثار ناشطون ومنظمات حقوقية تساؤلات حول مصير العدالة والمساءلة القانونية عن الانتهاكات التي ارتكبتها جميع الأطراف خلال المعارك، بما في ذلك "ب ي د"، والتحالف الدولي، و"داعش"، مطالبين بفتح ملفات العدالة الانتقالية ضمن إطار يضمن إنصاف الضحايا وإعادة إعمار المدينة المدمرة.
وحمل الناشطون "ب ي د" بشكل أساسي المسؤولية عن تدمير المدينة عبر قصفها المدفعي المكثف والعشوائي، وتزويد التحالف الدولي بأهداف مدنية لقصفها على أنها مراكز لتنظيم "داعش" خلال العملية العسكرية، وحصار المدينة واستهداف المدنيين الذين كانوا يفرون منها. كما نددوا باستمرار سيطرة "ب ي د" على المحافظة، ومواصلتها الاعتقالات والإخفاء القسري والتجنيد الإجباري ورفض الانسحاب منها، والاحتفال بذكرى تدميرها والتسبب بتهجير آلاف السكان في عملية انتهت باتفاق أمني مع "داعش" بعد تدمير المدينة.