الخابور
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن الأمانة العامة للجامعة لم تتلق حتى الآن ردًا رسميًا من الرئاسة السورية بشأن مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة العربية المقبلة، المقرر عقدها في العاصمة العراقية بغداد في 17 أيار/مايو المقبل.
وفي تصريحات لقناتي "العربية" و"الحدث"، أوضح أبو الغيط أن الجامعة لا تتدخل في قرارات الدول المتعلقة بالحضور، وأن دورها يقتصر على تلقي قوائم المشاركة من الدول الأعضاء، مضيفًا أن الترتيبات التنظيمية ستُبنى لاحقًا على أساس الردود الرسمية.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد تلقى دعوة رسمية من نظيره العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، نقلها وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، أحمد فكاك البدراني، خلال زيارة أجراها مؤخرًا إلى دمشق. ووفق وكالة الأنباء العراقية الرسمية، فإن الدعوة شددت على أهمية مشاركة سوريا في تعزيز العمل العربي المشترك، خاصة في ظل التحديات التي تواجه المنطقة.
في السياق ذاته، كثّفت بغداد تحركاتها الدبلوماسية والأمنية مع دمشق، حيث زار وفد حكومي رفيع العاصمة السورية في 25 نيسان/أبريل، ضم قيادات من جهاز المخابرات الوطني العراقي وحرس الحدود ووزارتي النفط والتجارة، لبحث ملفات أمنية واقتصادية، أبرزها مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود.
لكن الدعوة السورية أثارت جدلاً سياسيًا في العراق، إذ أيدها بعض التيارات كجزء من استراتيجية الانفتاح، مثلما دعا زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، في حين رفضها نواب آخرون، مستندين إلى ما وصفوه بـ"السوابق الأمنية" للرئيس الشرع. وكشفت مذكرة مسرّبة عن تحرك أكثر من 50 نائبًا لمطالبة الحكومة بسحب الدعوة، متهمين الشرع باستخدام هوية مزورة والتورط سابقًا في أنشطة مرتبطة بجماعات مسلحة.
ومع اقتراب موعد القمة، تظل مشاركة دمشق معلّقة، في انتظار رد رسمي قد يُحدد ملامح العلاقة بين سوريا والبيت العربي من جديد.