الخابور
قال وزير الطوارئ والكوارث في الحكومة السورية، رائد الصالح، إن فكرة تأسيس الوزارة انطلقت من اجتماع عُقد في قصر الشعب بعد نحو أسبوعين من سقوط النظام السابق، حيث اقترح تشكيل هيئة لإدارة الكوارث، لكن الرئيس أحمد الشرع وجّه بتأسيس وزارة مستقلة لمواجهة التحديات بشكل أسرع وأكثر فاعلية.
وأوضح الصالح في لقاء مع تلفزيون سوريا أن الوزارة تهدف إلى بناء منظومة وطنية للاستجابة السريعة والفعالة للطوارئ، عبر أدوات مثل الرصد الزلزالي والاستشعار عن بعد والرصد المناخي، للحد من المخاطر والتعامل الاستباقي مع الكوارث.
وأكد أن الوزارة ستتولى تدريجياً نحو 70% من مهام الدفاع المدني، وخصوصاً المرتبطة بالاستجابة الرسمية، بينما يحتفظ الدفاع المدني بدور مجتمعي وإنساني. وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تأسيس مديريات جغرافية في كل المحافظات، وأخرى تخصصية في دمشق، مستوحاة من تجارب عالمية كـ"آفاد" التركية وهيئات الطوارئ في الولايات المتحدة وبنغلادش.
واعترف الصالح بوجود تحديات تتعلق بالأوضاع الأمنية ونقص الكوادر وصعوبة نقل الأصول من المنظمات، لكنه أكد العمل على تجاوزها عبر شراكات مع المجتمع المحلي ومنظمات مدنية، مشيراً إلى إطلاق مبادرات تدريبية مثل "في كل بيت منقذ".
وكشف عن خطة لتأسيس منظومة استجابة إقليمية بالتعاون مع دول الجوار، مؤكداً أن الكوارث لا تعترف بالحدود، ويجب أن تكون الاستجابة الإنسانية خارج الحسابات السياسية.
وحول التمويل، أشار إلى أن الأساس سيكون من الحكومة، مع وجود مناقشات مع جهات دولية داعمة. وختم برسالة إلى السوريين قائلاً: "نعرف حجم التحديات، لكننا نثق بقدرتنا على بناء منظومة حديثة لخدمة الوطن".