الخابور - سياسي
استبعد خبراء ومحللون نجاح مشروع رئيس الائتلاف السوري الأسبق أحمد الجربا، بشأن إدارة المنطقة الشاغرة شمالي سوريا، عبر قوات مشتركة "عربية وكردية" تحت إشراف دولي.
وتُشير تقارير إلى أن الجربا - وهو رئيس "تيار الغد السوري" - يبحث عن غطاء دولي لتمرير مشروعه في الشمال السوري، بموافقة الفاعلين على الصعيدين الدولي والإقليمي.
واستبعد الخبير في العلاقات الدولية د.باسل الحاج جاسم، في تصريح لصحيفة القدس العربي، أن يجد مشروع الجربا طريقه للتنفيذ على أرض الواقع وبشكل مستدام.
واعتبر الحاج جاسم أنه ليس لدى تلك الأسماء و مجموعاتها القدرة أو التأثير أو تمتلك مقومات تخولها لعب هذا الدور الذي يحتاج إلى دول وجيوش منظمة.
وتحدث عن محاولات سابقة من أجل إدخال الجربا في محادثات أستانة بحجة أنه يمتلك فصيلاً مسلحاً، "لكن المحاولة فشلت وهو ما يجعل إمكانية الكلام عن دور في شرق الفرات مبالغاً فيه".
ويمكن القول، اذا لم يحصل تنسيق تركي أمريكي عالٍ وهو أمر لا يبدو قريباً فقد يعود الأمر للتنسيق الروسي – التركي، مع الأخذ بعين الاعتبار طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إحياء "اتفاق أضنة".
وأشار الباحث إلى أن طرح بوتين يمكن النظر إليه ليس في سياق الاتفاق بحد ذاته وانما في إطار إحياء تعاون أنقرة – دمشق، اذ لا تختلف نظرة موسكو عن أنقرة في ضرورة حماية والحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وعدم البقاء في دائرة المجموعات المسلحة مختلفة التوجهات والمشارب.
ورجّح الحاج جاسم أن تتضح أولى معالم الخطة بعد قمة سوتشي الرئاسية لثلاثي أستانة (تركيا وروسيا وإيران) المرتقبة لإيقاف أي أطماع انفصالية أو استيطانية في المنطقة.
وفي وقت سابق، قالت صحيفة "الشرق الأوسط" إن رئيس "تيار الغد" السوري، أحمد الجربا، يعمل بهدوء مع واشنطن وأنقرة وأربيل على بلورة خطة لنشر نحو 10 آلاف "مقاتل عربي وكردي" في "المنطقة الأمنية" التي تعمل أميركا وتركيا على إقامتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتراح الذي اشتغل عليه الجربا، وقام لأجل تنفيذه بجولات مكوكية بين أربيل وأنقرة وشرق سوريا، يرمي إلى "ملء الفراغ، وتقاطع مصالح أطراف عدة، محلية وعربية ودولية".
من جهته أعرب المحلل السياسي أسامة بشير، عن اعتقاده بأن خطة الجربا لا تحظى بقبول تركي، بسبب علاقات الجربا التحالفية السابقة مع الولايات المتحدة والسعودية.
وقال بشير، لموقع "عربي21" الإلكتروني، إن لدى تركيا الكثير من الخيارات لملء الفراغ، دون الاستعانة بالجربا، وقواته المبالغ في عددها أصلا، على حد تعبيره.
وأضاف بشير بأن "الجربا بعد أن غاب عن المشهد السياسي السوري، يحاول إعادة اسمه إلى الواجهة من خلال هذا الطرح، وهو يتقرب من روسيا على أمل أن تساعده على تحسين علاقته بأنقرة".
المصدر - ترك برس