الخابور - متابعات
دعت الأمم المتحدة إلى تمويل عاجل لاحتواء تفشي وباء "الكوليرا" في سوريا، مشيرة إلى أن مصدر العدوى مرتبط بشرب مياه غير آمنة من نهر الفرات.
وأعرب المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، عمران رضا، عن قلقه الشديد إزاء تفشي "الكوليرا" المستمر في سوريا، مؤكداً على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة لمنع مزيد من الإصابات والوفيات.
والسبت الماضي، أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام عن تفشي وباء "الكوليرا" في محافظة حلب، فيما أعلنت، الاثنين أن عدد الحالات المثبتة بلغت 26 حالة، 20 منها في محافظة حلب وأربع في اللاذقية وحالتان في دمشق.
أما عدد الوفيات فأكدت صحة النظام أن هناك حالتي وفاة في محافظة حلب، مشيرة إلى أنهما بسبب تأخر طلب المشورة الطبية ووجود أمراض مزمنة مرافقة.
كما أعلنت هيئة الصحة، التابعة لإدارة ميليشيا "ب ي د" عن انتشار "الكوليرا" بكثرة في الرقة والريف الغربي لدير الزور، وأشارت إلى تسجيل 3 وفيات بسبب الوباء.
وبين 25 آب الماضي و10 أيلول الجاري، أبلغت بيانات المراقبة الأممية عن ما مجموعه 936 حالة إسهال مائي حاد في مناطق مختلفة من سوريا، معظمها في محافظة حلب.
وقال بيان لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي "أوتشا" إنه بناء على تقييم سريع أجرته "السلطات الصحية والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص مياه غير آمنة من نهر الفرات، واستخدام المياه الملوثة لري المحاصيل، مما يؤدي إلى تلوث الغذاء".
وأوضح البيان أن تفشي المرض "مؤشر على النقص الحاد في المياه في جميع أرجاء سوريا"، مشيراً إلى أنه ترافق مع استمرار انخفاض مستويات نهر الفرات، وظروف الجفاف وتدمير البنية التحتية للمياه".
وأضاف بيان "أوتشا" أن "كثيرا من الفئات الضعيفة من السكان في سوريا يعتمدون على مصادر المياه غير المأمونة، والتي قد تؤدي إلى انتشار أمراض خطيرة تنتقل بالماء، خاصة بين الأطفال"، لافتاً إلى أن "نقص المياه يجبر الأسر على اللجوء إلى آليات التكيف السلبية، مثل تغيير ممارسات النظافة، أو زيادة ديون الأسرة لتحمل تكاليف المياه".
أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على أن استجابة "منسقة وعن كثب" في مجال المياه الصرف الصحي والنظافة الصحية تجري بقيادة وزارة الصحة في حكومة النظام، بدعم من منظمتي الصحة العالمية و"اليونيسيف"، وتعمل مع شبكة واسعة من الشركاء على الأرض للاستجابة لتفشي وباء "الكوليرا".
كما يعمل الشركاء الصحيون للأمم المتحدة، منذ أواخر آب الماضي، "بنشاط على تعزيز القدرة على التأهب والاستجابة لتفشي الأمراض المحتملة في جميع المحافظات المتضررة".
وتم تكثيف مراقبة الإنذار المبكر في المناطق التي تم الإبلاغ عن تفشي المرض فيها وفي مناطق أخرى شديدة الخطورة ، بما في ذلك في المخيمات التي تستضيف النازحين السوريين.
وسلمت وكالات الأمم المتحدة في سوريا أربعة آلاف اختبار تشخيصي سريع، لدعم عمل فرق الاستجابة السريعة المنتشرة للتحقيق في الحالات المشتبه فيها، كما تم إيصال السوائل الوريدية وأملاح معالجة الجفاف عن طريق الفم إلى المرافق الصحية حيث يتم قبول المرضى المؤكدين، وفق البيان.
وقال البيان إن شركاء الأمم المتحدة قاموا بتعبئة الإمدادات الصحية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في المحافظات المتضررة.
كما يتم توسيع أنشطة المعالجة بالكلور لتطهير المياه، وزيادة معدلات الجرعات في المجتمعات الهشة والمعرضة بشدة للحد من انتشار المرض.
وأشار بيان "أوتشا" إلى أن الشاحنات تنقل المياه النظيفة إلى المواقع المتضررة، ويتعاون الشركاء مع "السلطات المحلية" لبدء إجراءات دورية ومركّزة لاختبار المياه ودعم جمع العينات منها.
ووفرت وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها معلومات حول مكان تحديد موقع أقرب محطة ضخ مياه الشرب للمجتمعات المتضررة دون الوصول المستدام إلى مياه الشرب.
وذكر البيان أنه تمت دعوة القادة الدينيين ووجهاء المجتمعات المحلية والمتطوعين المحليين لتشجيع ممارسات النظافة الجيدة والمساعدة في إحالة الحالات المشتبه بها إلى المرافق الصحية، فيما تعقد الوكالات الأممية وشركاؤها جلسات توعوية مع العاملين في مجال الرعاية الصحية والزيارات المنزلية والحوارات المجتمعية، كجزء من جهود التوعية المجتمعية، لتزويد العائلات بمعلومات دقيقة ولتحسين الإبلاغ عن الأعراض وطلب العلاج.
ودعت الأمم المتحدة الدول المانحة إلى تقديم تمويل إضافي عاجل لاحتواء تفشي المرض ومنع انتشاره في سوريا، مشيراً إلى أن الوكالات الأممية والمنظمات الشريكة تقوم بالتنسيق الوثيق مع السلطات الصحية لضمان الاستجابة الفعالة في الوقت المناسب.
وحثّ بيان "الأوتشا" جميع الأطراف المعنية على "ضمان الوصول غير المعوق والمستدام إلى المجتمعات المتضررة"، كما دعا دول جوار سوريا إلى "الإسراع بالموافقات اللازمة لضمان تسليم الأدوية والإمدادات الطبية المنقذة للحياة في الوقت المناسب".