الخابور - صالح موسى الحمزة
يقال هذا المثل كإشارة إلى أن كل شيء يأتي بالتدرج و الحنجلة طريقة مشي طائر الحجل وهي أقرب ما تكون للرقص .
يجيد الأتراك الحرب أكثر من الرقص ولا يرقصون على جثث قتلاهم ولا يمثلون بها وللميت حرمة و كرامة عندهم حتى وإن كان عدوا .
في كل معارك الأتراك مع تنظيم PKK على الأرض السورية لم يستخدم الجيش التركي عنصر المفاجئة أو الصدمة حسب المفهوم العسكري إنما كانت القوات تتحضر وتتجهز على الأرض قبل بدء المعركة بشهور ويوضع وقت صريح لبدء الهجوم ولنهايته المؤكدة وكثيرا ما يكون قصيرا .
السيناريو ذاته يتكرر من درع الفرات إلى غصن الزيتون إلى نبع السلام إلى « سيف الشهباء » الإسم المؤقت للعملية المقبلة ،
فتح الجدار العازل ، دخول الأرتال ، التمركز في نقاط استراتيجية ، تصيد قيادات العدو ، إعطاء وقت كافي لمغادرة المدنيين ،ثم تبدأ التحضيرات الداخلية ، التهيأت النفسية لكل مكونات الدولة معارضة وموالاة ولن تجد الأحزاب الحاكمة صعوبة في إقناع المعارضة بالحرب لأن الأمن القومي من المقدسات عند الطرفين .
قضية الأمن القومي التركي قضية وجود ومصير تتخندق في معركتها صفا واحدا كل الأحزاب معارضة وموالاة وكل الملل والطوائف ، و في الأحوال العادية تكاد الأحزاب التركية أن تهشم بعضها البعض على وسائل الإعلام والتواصل وإذا وصل الأمر إلى الأمن القومي و حماية الحدود صمت الجميع وارتفع صوت الأمة التركية الواحدة .
لا يعرف العالم شعبا معتزا بقوميته أكثر من الأتراك سوى البولنديين و لا يدخل في حسابات الأتراك عند الحديث عن الأمن القومي النفط والغاز والموقع الاستراتيجي ولا قضية تقاطع المصالح ، أو فقه الأوليات سياستهم في ذلك واضحة لا غموض فيها ولا ضبابية .
الأمور في شمالي سورية قضية محسومة في السياسة التركية السابقة ، والحالية ، والقادمة ، سواء حكم هذا الحزب أو ذاك ،وقضية سيطرة الأتراك على شمال سورية وإنهاء فقاعات قسد وفضلاتها زمنية بامتياز ولا سباق فيها مع الزمن فالأتراك مشهورين بالطبخ على نار هادئة .
تمتلك تركية القدرة العسكرية على شن حرب ضد حزب العمال الكردستاني وأذرعه المنتشرة في سورية في أي وقت تشاء ، وبما أن المعركة محسومة النتائج سلفا ، لذلك يحب الأتراك القتال في الأشهر المعتدلة . عين العرب ،
الدرباسية ، عامودة على موعد مع خريف ساخن .