الخابور- خاص
وقع الكاتب والشاعر السوري بشير البكر روايته الثانية "سوريا: رحلة إلى الزمن الضائع" في العاصمة السورية دمشق.
وحضر حفل التوقيع حشد من السياسيين والمفكرين والأدباء السوريين.
واختار الكاتب أسلوبا خاصا بين المقال والرواية التاريخية، وسعى للمزج بين الريبورتاج الصحفي، والحكاية، والتاريخ، والأسطورة، والرحلات في كتاب واحد، كي يشهد على التحول الجديد في بلاده، الذي بدأ مع سقوط نظام حكم عائلة الأسد لسوريا في الثامن كانون الأول عام 2024.
واستعاد الكاتب ذاكرته البعيدة عن سوريا التي غادرها منذ 45 عاما، وقام برحلة إلى الزمن الضائع من حياة البلد، عبر استنطاق التفاصيل الشخصية، وقراءة التطورات التي عرفها البلد، وأثرت فيه على نحو عميق، في جميع المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية، وعلى صعيد الفضاء العام، الذي شهد تراجعا كبيرا.
ويتحدث الكتاب عن الدمار الذي نجم عن الحرب، وهذا ما ينقله الكاتب عبر زيارات ميدانية، من دون أن يغفل القبح البارز في البنى التي أقامها نظام العائلة على مدى أكثر من نصف، حول خلالها سوريا من بلد ذي طموحات كبيرة سياسية واقتصادية وثقافية إلى دولة فاشلة مدمرة عاجزة، مجزأة، وجزء من أراضيها تحتلها إسرائيل، تقيم عليها مستوطنات كما هو الحال في الجولان.
ويذهب الكتاب إلى فتح دفاتر تخص العائلة واحزانها، وما حل بها من نكبات، وينبش سير الأصدقاء الغائبين ويحاور الحاضرين منهم في دمشق، بعضهم صمد، والبعض الآخر رجع من الخارج، يبحث عما بقي من ذاكرته وجذوره.
وتحتل مدينة دمشق تحتل مساحة أساسية في العمل، بينما تأتي حلب في المرتبة الثانية، فهي المدينة التي عاش فيها الكاتب حين بدأ دراسته الجامعية عام 1975، قبل أن ينتقل للعاصمة من أجل اكمالها. وفي المكانين يشكل الوسط الثقافي مجاله الخاص.
ورغم أن الكاتب لم يزر بقية المحافظات السورية فقد حضرت بقوة في الكتاب، وخاصة الحسكة مسقط رأسه التي خصها بفصل بعنوان" الحسكة المستحيلة"، يتحدث فيه عما لحق بها من تهميش من قبل نظام آل الأسد، وما أصابها من خراب من قبل أصحاب الرايات السوداء والصفراء.
ويتحدر البكر من محافظة الحسكة، وهو من المعارضين البارزين للنظام السوري البائد.