الخابور
كشفت صحيفة عنب بلدي، اليوم الأحد، عن انضمام أكثر من 4500 عنصر من فلول نظام الأسد إلى صفوف ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تقودها ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" منتشرين في عدة مواقع بالجزيرة السورية. وحصلت الصحيفة على معلوماتها من أربعة مصادر تشمل مسؤولًا حكوميًا في الاستخبارات السورية، واثنين من عناصر "قسد"، وصحفية، إضافة إلى شهود عيان.
وأشار مصدر من الكوادر الكردية العاملة في حقل العمر النفطي إلى أن أكثر من 2200 ضابط وصف ضابط وعنصر انضموا في تموز الماضي، في حين وصل العدد الإجمالي منذ سقوط النظام إلى أكثر من 4500، متوزعين في شمال شرقي سوريا، ومتمركزين في حقلي "كونيكو" و"العمر" النفطي، قادمين من تشكيلات سابقة للنظام مثل “الفرقة 17” و"فوج كوكب".
وأضاف المصدر أن هذا الانضمام يشكل كتلة عسكرية ذات خبرة قتالية، تتمركز في مواقع استراتيجية بالغة الأهمية، أبرزها حقول النفط بعد انسحاب القوات الأمريكية، وأن أسماء بارزة مثل العميد علي خضور والعقيد منهل خضور والرائد سامر ديب والعميد شادي ديوب انضمت إلى الصفوف، وغالبهم متهمون بانتهاكات سابقة ما دفعهم للجوء إلى "قسد".
وأكدت مصادر صحفية وعسكرية أن عناصر النظام السابق تم نقلهم عبر منفذ سيمالكا الحدودي مع كردستان العراق، وتمركزوا في مقار خاصة بـ"قسد" و"YAT"، وهي قوات تعتمد على العمليات الخاصة والتدريب الأميركي، ويُستهدف من هذا الانضمام الحفاظ على النفوذ وضمان مكانة هؤلاء الضباط في أي تسوية مستقبلية لمناطق شرق الفرات الغنية بالنفط والغاز.
وأكدت مصادر محلية أن عناصر النظام السابق يمارسون الابتزاز على الحواجز في الريف الشرقي لدير الزور، ما يفاقم انعدام الثقة بين القوات والسكان، ويثير مخاوف من تكرار نموذج الشبكات القديمة للنظام السابق.
ويرى الباحث عبد الله عبدون أن استقطاب "فلول النظام" يعكس افتقار "قسد" للكوادر المؤهلة ويحمل دلالات سياسية أعمق، إذ يسعى التنظيم لتضخيم حضوره العسكري والسياسي تمهيدًا للضغط على الحكومة السورية، ويضعه على مسار "الاستنساخ السياسي" بدل المشروع التحرري.
ويأتي هذا في سياق محاولات تنفيذ اتفاق 10 من آذار بين الرئيس الشرع وقائد "قسد"، الذي يقضي بدمج الأخيرة ضمن مؤسسات الدولة، إلا أن العقبات الحالية تتعلق بالتيارات الطائفية داخل "قسد" ووجود عناصر فلول النظام الذين يعطلون التقدم في المفاوضات ويعيدون إنتاج النفوذ القديم، وفق الباحث بسام السليمان.