الخابور
وجّهت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، دوبرافكا شويتسا، دعوة رسمية إلى سوريا للانضمام إلى ميثاق دول المتوسط، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، مساء الأربعاء 4 حزيران في قصر تشرين بالعاصمة دمشق.
وأكدت شويتسا أنّ الاتحاد الأوروبي أعاد تفعيل برنامج المنح الدراسية للطلاب السوريين، لافتةً إلى أنّ سوريا تمرّ بـ"لحظة مفصلية" في تاريخها، في إشارة إلى المرحلة الانتقالية التي تشهدها البلاد بعد 14 عاماً من النزاع.
وشدّدت المفوضة الأوروبية على أهمية معالجة الأمن الداخلي والإقليمي، وتعزيز الاستقرار، ودعم العودة الطوعية، موضحةً أنّ الاتحاد الأوروبي رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة تهدف إلى دعم جهود إعادة الإعمار.
وفي السياق ذاته، أشارت شويتسا إلى أنّ العملية الانتقالية الجارية في سوريا "يقودها ويملكها السوريون"، مؤكدةً أنّ الاتحاد يسعى لجذب الشركات الأوروبية للاستثمار وتقديم الخدمات في سوريا، مع التزامه الكامل باحترام سيادة البلاد ورفض أي خروقات للقانون الدولي.
كما دعت إلى البدء بإعادة الإعمار بقيادة سورية خالصة، مشيرةً إلى أن "العمل المكثف الذي أُنجز خلال الأشهر الستة الماضية يمهّد لانطلاقة حقيقية، إلا أنّ العملية طويلة وتتطلب استثمارات من مختلف الدول في المنطقة وأوروبا لتعزيز الاقتصاد السوري".
وبشأن الدعم المالي، أعلنت شويتسا تخصيص 175 مليون يورو كمساعدات إغاثية جديدة للشعب السوري، تغطّي مجالات الصحة والتعليم والتكنولوجيا والزراعة وحقوق الإنسان، مشيرةً إلى أنّ الاتحاد الأوروبي رصد منذ عام 2011 نحو 34 مليار دولار لدعم السوريين.
وأضافت المفوضة الأوروبية أنّه كان من الممكن تنفيذ المساعدات المالية عبر التحويلات البنكية، إلا أنها اختارت الحضور شخصياً "لتكون بين السوريين وتستمع إليهم عن قرب".
وفي ختام المؤتمر، وعدت شويتسا بالعمل على إعادة سوريا إلى وضع "الجوار الجنوبي" في سياسات الاتحاد، بعد غياب طويل، مؤكدةً دعم الاتحاد لعودة السوريين المقيمين في دوله إلى وطنهم "بسلام وكرامة وبشكل طوعي"، ورفض أي شكل من أشكال الإكراه على العودة.
وتأتي هذه التصريحات في سياق تحركات أوروبية متسارعة لإعادة تطبيع العلاقات مع دمشق، ودعم تعافي الاقتصاد السوري بعد قرار رفع العقوبات، بالتوازي مع مساعي تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد.