الخابور - ابراهيم الحبش

بعد اعتقال قائد حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" عبدالله أوجلان و إدراج الحزب على قوائم الإرهاب العالمية، عَمِد الحزب إلى استراتيجية جديدة تقوم على تأسيس أجنحة له في البلدان المجاورة مرتبطة به، ولكن بأسماء مختلفة في محاولة لإظهارها بعيداً عن حزب العمال الأم.

وفي اجتماع قيادات "بي كي كي" السنوي بالفترة  بين 4 إلى 10 نيسان/ أبريل 2002، في جبال قنديل  شمال العراق، تقرّرَ ضرورة تأسيس فرع للحزب في سوريا يحمل اسم "حزب الاتحاد الديمقراطي: ب ي د" وأعلن عن تأسيس حزب "ب ي د" في عام 2003م ورغم أنّ الأخير يؤكد عدم تبعيته لـ "بي كي كي" إلّا أّن جميع الحقائق على الأرض تنفي ذلك.
 حزب العمال يعسكر حزب الاتحاد الديمقراطي ويرفده بالقادة. 

مع بداية الثورة السورية أرسل حزب العمال الكردستاني مئات المدربين العسكرين إضافة إلى العناصر من تركيا إلى سوريا، بتسهيل من نظام الأسد الذي يملك علاقات تاريخية مع "بي كي كي" ؛ وذلك لاحتواء الثورة في منطقة شمالي سوريا وتحييد الأكراد قدر الممكن عن المساهمة في الحراك الثوري، وهنا بدأ عناصر "ب ي د" بالظهور على أنّهم يقومون بحماية المظاهرات المعارضة للأسد بداية لتسويق أفكارهم، وما لبث النظام، بعد أن بدأ الجيش الحر بالدخول إلى محافظة الحسكة، أن سلّم لهم مدنا، مثل: عامودا والدرباسية والمالكية وعين العرب وعفرين، وتشارك معهم في إدارة الحسكة والقامشلي وسمح لهم بإدارة حي الشيخ مقصود داخل حلب.

 ومن قادة "بي كي كي " الذين عادوا إلى سوريا بعد سنوات من القتال في "قنديل" على سبيل المثال لا الحصر:

فهمان حسين: يعرف بلقب الدكتور (باهوز أردال) وهو من مواليد قرية البور التابعة لناحية المالكية بمحافظة الحسكة، ترك دراسة الطب في السنة الخامسة والتحق بصفوف "بي كي كي" في بداية 1990، وكان قد شغل منصب القائد العسكري لقوات الدفاع الشعبي ( HPG - الكريلا) الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، ونفّذ عدة هجمات إرهابية استهدفت تركيا. ويعتبر "أردال" مؤسس الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المعروف باسم "الوحدات الكرية – YPG".

جوان إبراهيم: من مواليد مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة، 1975م، ويشغل منصب قائد ما يسمى بقوات الأسايش جهاز الشرطة التابعة لـ "ب ي د" ، وقد كان يقاتل في قنديل منذ عام 1995م، وعاد الى سوريا في عام 2011، ويعد من أخطر وأهم الكوادر القادمة من جبال قنديل إلى سوريا.

شاهين جيلو: من مواليد مدينة عين العرب، 1960م، ويشغل منصب القائد العام لقوات سورية الديمقراطية "قسد" التي يتستر باسمها "ب ي د"، درس اللغة الانكليزية في جامعة حلب ويقاتل في جبال قنديل مع حزب "بي كي كي" منذ بداية التسعينات استلم عدة مناصب، ومنها قائد القوات الخاصة في الدفاع الشعبي""HPGالذراع العسكري لحزب العمال الكردستاني، وساهم في شن عدة هجمات إرهابية استهدفت المؤسسات الحكومية في تركيا، وهو من المطلوبين للحكومة التركية بصفته إرهابياً، وقد دخل سوريا في منتصف 2012م.

 

وليد خليل إبراهيم: يعرف باسم ألدار خليل، وهو من مواليد مدينة الحسكة، وقد كان مقاتلاً في جبال قنديل منذ أواخر الثمانيات، حيث انخرط في حزب العمال الكردستاني وهو خبير في تصنيع الألغام، وشارك بعمليات إرهابية داخل الأراضي التركية، وفي عام 1995م انفجر فيه أحد الألغام التي كان يعدها وتسبب في بتر يده اليسرى، دخل بعدها في مجال التعبئة الفكرية لحزب العمال الكردستاني , وهو الآن رئيس منظومة المجتمع الديمقراطي الكردستاني، والتي تضم عدة أحزاب كردية أهمها "ب ي د"،وقد دخل إلى سورية في عام 2011.

يستلهم "ب ي د" أفكاره السياسية من أفكار زعيم حزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان، ويقيم عشرات الندوات والمؤتمرات التي تتحدث عمّا يصفه بالبطل القومي والمفكر "أوجلان" ويقوم بطبع عشرات الصور والأقوال المنسوبة لـ "أوجلان" وينشرها بالمدن التي يسيطر عليها، كما يطبع صوره على الكتب المدرسية التي غيّر مناهجها ويجبر الأطفال على تلقي وحفظ الأفكار الأوجلانية في مدارسه، ولعلّ الصورة التي نشرها في الرقة عند تسلمها من "تنظيم الدولة" لعبدالله أوجلان أكبر شاهد على ذلك.

 قادة "قنديل" يحكمون مناطق سيطرة "ب ي د" في سوريا

 

على الرغم من أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" يقيم عشرات المجالس التي يقول إنها تحكم مناطق عملها من القرية إلى المدن، ويطلق عليها اسم "كومونات" لكن بمراجعة بسيطة لأسماء قادته الحقيقين في مناطق سيطرته بسوريا، تدلُّـك على أنّ من يقودهم المقاتلون السابقون الذين قدموا من قنديل، وبذلك يتحكم حزب العمال الكردستاني بكل ما يتعلق بفرعه  السوري عن طريقهم.

يقود كوادر حزب العمال حسب المعلومات التي حصلت عليها (مجلة الرحى) ما أسلفنا أنّه القيادي المعروف باسم الدكتور "باهوز أردال" الذي قد قام بتعيين "شاهين جيلو" كقائد لما يسمّى بقوات سوريا الديمقراطية واجهة "ب ي د" في سوريا، بينما تم تعيين نائب لـ "جيلو" معروف باسم "قهرمان" وهو قادم من صفوف حزب العمال أيضاً.

وفي عفرين تدار المنطقة من خلال ثلاث قيادات قادمة من قنديل وهم "حج أحمد خضرو" و"محمود بيرخودان" و"نوجين" وهي مسؤولة عن المرأة في عفرين .
ومنطقة عين العرب شرقي حلب،  من قبل " خليل تفدام" ، ومنبج من قبل:  "إسماعيل ديريك و جميل مظلوم"، رغم أنّ "ب ي د" يزعم أنّ منبج لها مجلس عسكري ومحلي ويديرها أهلها، أمّا الرقة فقد كلّف حزب العمال الكردستاني أحد عناصره وهو "حسن زوهاد كوباني" بإدارتها، بينما يشرف على دير الزور شخص معروف باسم "بولات جان" إذاً فالجميع من كوادر قنديل الذين عملوا في فترات سابقة ضمن صفوف "بي كي كي".


لماذا يرفع "ب ي د" صور أوجلان ويدرس أفكاره إذا لم يكن فرعه  في سوريا



وفي تصريح خاص لـ(مجلة الرحى) اعتبر المحامي سعد شويش، رئيس مجلس محافظة الرقة التابع للحكومة السورية المؤقتة.
أنّ العلاقة بين حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي  "ب ي د" واضحة ولا تحتاج إلى دليل، مشيراً إلى أنّه عندما سيطرت مليشيا قوات سوريا الديمقراطية  واجهة "ب ي د" على مدينة الرقة لم ترفع أيَّ علم أو صورة توحي أنّها القوات الديمقراطية التي دخلت سورية أو أنّها من أهالي الرقة، بل رفعت صورة عبدالله أوجلان وهو زعيم حزب العمال الكردستاني، في وسط المدينة متحدية مشاعر أهلها العرب برفع صورة مواطن تركي مُتّهم بالإرهاب؛ وأمر بتنفيذ عشرات العمليات الإرهابية في تركيا.
وأشار إلى أنَّ المسيرات الإجبارية التي ينظمها "ب ي د" بمناطق سيطرته، للمطالبة بإطلاق سراح أوجلان المعتقل لدى الدولة التركية، بسبب تورطه بشن هجمات إرهابية بحق عناصر من الجيش والشرطة، دليل آخر على تبيعة "ب ي د" لـ "بي كي كي".
ولفت إلى أنّ "ب ي د" أدخل بالقوة ما يسمى بفلسفة وفكر عبدالله أوجلان الذي يلقَّب "بآبو" إلى حياة السكان بمناطق سيطرته، حيث استلهم حتى القوانين ممّا يقال إنّه فكرالقائد ، ودرست أفكاره في المدارس حيث فرضت اللغة الكردية في محاولة لطمس هوية الشعب السوري الحقيقة.
وتابع شويش:<< إنّ وجود المئات من عناصر قنديل أو ما يعرفون بالكوادر ضمن "ب ي د" وسيطرتهم على مفاصل الحزب الرئيسة،  تؤكد أنّ الحزب ما هو إلّا فرع من "بي كي كي" رغم تغّير جلده وقوله إنّها قوات سورية وديمقراطية وما إلى ذلك>>.

بدوره، قال الأستاذ (ياسر الفرحان) عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض:<< مهما كثرت التسميات (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ب ي د ،و قوات سورية الديمقراطية، والإدارة الذاتية المزعومة ...الخ) فإنّها ترجع في قرارها إلى حزب العمال الكردستاني الذي يسيطر على جميع مفاصل الرأي عبر القيادات التي أرسلها من جبال قنديل بكافة الجنسيات إلى سوريا>>.
وأضاف في حديثه لـ(مجلة الرحى): <<إنّ استخدام "ب ي د" لصور عبدالله أوجلان كرمز له في جميع المحافل والمناسبات ورفعها بالساحات، عدا عن استخدامه في المدارس ومحاولة نشر هذه الثقافة بين الأطفال، تؤكد أنّه يتبع لـ "بي كي كي">> .
ولفت إلى أنّ عدة مراكز بحوث أمريكية تحدثت، أنّ حزب العمال الكردستاني يشكل مجموعة واحدة ويقاتل على ثلاث جبهات في تركيا و سورية والمنطقة الممتدة بين العراق وإيران.
ويضيف الفرحان:<< إنّ قادة "ب ي د" الذين قدموا من قنديل ارتكبوا عدة مجازر بحق المدنيين في  تل حميس وتل براك وجبل عبدالعزيز وغويران وتل تمر ورأس العين  بمحافظة الحسكة، ومنهم "حسين كوجر" مسؤول الحزب في رأس العين، الذي اختطف عدة مدنيين ومارس الإخفاء القسري بحقهم  كمعارضين لسياسات مليشيا "ب ي د" الاجرامية >>.

 المصدر - مجلة الرحى